يحفرون في الهواء
كأنّما سيجدون من أين يأتي هذا العطر الآبد ؟
فربّما وجدوا له أصلا واقتلعوه
وألقوا به في غيابات الحرب
فتنام أنوفهم قريرة
بلا خوف من أن تنكبّ قارورة المسك المقدّس
فلا تبهج غير الفحم
ينقّبون في طيّات الفضاء
عن سطور لا لون لها
توزّع في اللانهاية حكايا الوجع الشّعبي
فربّما كسروا أمواج الصدى
لمزمار الرّاعي
ينشز عليهم أذكار طبول الغزو
كلّما ترك الشتاء أربعينيّته
وبدأت سعودات تدوزن في مقام الربيع
كأنّما سيعثرون على مرابط للمواويل
ويذيبون فوقها الحديد فتخرس
كأنّما سيمسكون الريح من قرنيها
ويدخلونها عنوة إلى” ساح الوغى ” كجنود لا ترى
فترتاح الأبواب من مصراع تشرّب مطرا قديما وما عاد ينغلق
كأنّما ليسدّوا فم الأثير بخرقة مرطّبة بالدم
فلا يناقل النجوى
شفاها بين العشّاق الغاوين