الوقت/ بقلم :دينا أحمد

ما كنت أظن أنه في يوم من الأيام أنني سأتخطى ما حدث معي في السابق! (سبحان الذي يُغير ولا يتغير) أمس كُنت أرتدي فستانا أبيض، أمشي في توتر واستحياء على الجسر المصنوع من الزجاج، ويعمل بدور إلى تقسيم القاعة إلى نصفين، هناك كُنت أمشي ورأسي يطرقُ الأرض؛ من فِرط الخجل، وكيف لا أخجل وجميع الأعين من حولي تلتهمني بنظراتها! وأنا أبدو كالملاك بالفستان الأبيض المرصع بالكريستال، والحذاء العالي التي اختارته أمي ليكون لونه أبيض مثل فستاني تمامًا.
وقفت في منتصف الجسر في انتظار (العريس) أن يدخل قاعة الزواج، مثل الاتفاق الذي حدث، وهو أن تدخل العروس في الأول ويأتي العريس برفقة والداته التي أصرت أن تدخله بنفسها، لم أُبالِ برأيها رغم تعصب عائلتي، أخبرتهم لا بأس أنه بِكرها فمن حقها أن تفرح وتدخله والداته!
مضت ثوان ولم يأتِ، نظرت إلى عائلتي لعل أحد منهم تتلاقى نظراتنا معا، وتدرك ماذا أُريد؟
شعرت بتململ حين رأيت جميع الأعين من حولي تهرب مني! زفرت غضبي وذكرت الله ليمضي اليوم على خير.
بقيتُ في المكان الذي وقفت عليه، وجميع المعازيم يغادرون القاعة، بقيت كالمعتوه في الشارع الجميع ينظر لي ويغمغم بكلام لم أعِ معناه!
نفد صبري، وتلبد العرق على جبيني، إلى إن دنت مني (ابنة أخي) هي الأقرب إلى قلبي، فقد تم اختيارها بعد تفكير طويل أن تتقدم كطُعم لإشباع رغبة فريستها من جوع الإجابة! وتُلقي بالسُم الذي لدغ جسدي ذلك المساء…
حين أردفت: «عمتي لنعود إلى المنزل، عمل العريس على تطليقك بسبب نشوب مشكلة بين والدته وجدتي و …»
لم أشعر بجسدي إلا بعد أربع ساعات حين كان جسدي ينام على سرير أبيض في المشفى!
انفجرت ضاحكة أنام على سرير أبيض وفستاني أبيض وحذائي الأبيض، أنه لمنظر مضحك بالتأكيد!
علمت لاحقًا أن والداته شتمت والداتي على مالم يُستحق، يبدو أنه القدر أراد أن أنجو منه باكرًا!
نعم تألمت فلا أُنكر ذلك، ولكن الآن بعد مضي أشهر أقف ثابتا وأقوى من قبل، وأما عنه فما هو إلا صفحة خالية في حياتي مُـزقت وتلاشت مع مرور الوقت.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!