اليوم لم يعرفني أحد/بقلم:عبدالغني الأهدل ( اليمن )

اليوم لم يعرفني أحد
خارج المنزل
صادفت مجموعة من الرفاق
والأصدقاء القدامى
كلهم مروا من أمامي، دون أن يردوا التحيّة
جلست في مقهى عتيق
ورحت أحدق في الزبائن، كمن يبحث عن شخصٍ يعرفه
ضجيج الشارع كان كفيل بأن يذكّرني كل شيء

لقد عرفت رجلٌ يقعد في الزاوية
كان أستاذي فيما مضى
إذ أقسم أن يجعل العالم يعرف من هو عبدالغني الأهدل
الآن، حتى هو لا يعرفني.

شجرة عتيقة على الرصيف انتظرت الكثيرين
وأنا أتكئ على جذعها
الآن، صارت محاطة بالسياج!!
السياج لا يعرفني.

النادل كان يبتسم دائمًا وهو يقدم لي كوب القهوة: تفضل سيدي!
اليوم، نادى على نادل آخر كان يقف بجواره:
انظر ماذا يريد ذلك الزبون.
غريب!! ألا يعرف أنني أحبذ القهوة
ألا يعرفني!!

عندما انتهيت من ذلك كله، واكتشفت أنني مجرد رجل مجهول في هذا العالم
وقفت بجانب أحد الجدران الزجاجية
ووقف شخصٌ آخر بمحاذاتي
أردت أن أسلم عليه، ولكنني أصبت بصدمةٍ كبيرة
حين عرفت أنني أقف أمام المرآة.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!