فقدت خمسة أصابع من يدي وأنا أحاول أن أزيح الظلام عن وجهي
قررت أن أكون قطا يعتلي شجرة اللبلاب هاربا يموء بالعصيان
وأنا مازلت بغرفتي
ممدا على المقعد
استلفت تموجات من شعاع الشمس اللاذعة حتى أرى ماحولي
وأنظر عبر النافذة أن كنت نزلت من أعلى الشجرة
أم مازلت مرابطا بمخالبي
فلا أحد يستطيع جلدي مرتين
فقد أنسلخ عني جلدي منذ خمسين عاما وبعته لأحد المارة وهو يطوف حول الأرض المقدسة
كيف وأنا ما زلت أرسل أغنياتي عبر مكبرات صوت الرياح ولقاح الخصوبة
لا أحد يستطيع سجني مرتين
وأنا مازلت أتناول الخبز الأسود داخل عظامي واقتسمه مع شوارد الليل
يسألونني لماذا أنت هنا؟
فأجيبهم لأنني لم أستطع أن أكون
هناك
فحبيبتي قد أصبحت في الثلث الأخير من الوقت
وأنا مازلت أحاول الاختباء داخل مسامها حتى لا يجردونني من هوس الانشقاق
وتسألني حبيبتي لماذا أنت؟
فأجيبها
كوني بخير أيتها العذراء الطيبة وقد انتفخ بطنك حبلى بدبابيس وبارود و خيبة أمل وبعض الهراء
فأنا الأب البيوليجي لكل ذلك
ومازلت أنتمي إليك
ومازلت أحبك