أخشى أن أموت في شارع غريب
لا تستطيعون لفظ اسمه
إن قالوا ماتت طالبة اللجوء في المهجع رقم ١١٤ فنطقوا اسم المكان صحيحاً
لا تفزعوا فقد عشت لاجئة فلا فرق
أطلقوا علينا مسميات كثيرة
لاجئين
طالبي مأوى
قادمين جدد
عاملين
غرباء
عديمي الهوية
قد نكون عديمي الهوية
لكنكم لا تستطيعون تسميتنا عديمي الوطن
لا أحد يولد
بلا وطن بلاأرض
لم نهبط من الفضاء الخارجي
من المريخ أو عطارد
سمونا ماشئتم
” سأبقى ” إنساناً
وضعوا لنا اتفاقيات على مقاسهم
وقوانين دولية بثغرات وثقوب سوداء
ودرب كدرب التبانة يتوه بنا
لا يهم كيف نموت ومتى
أو كيف نعيش وأين
لا يهم أن نحمل رقماً، أو وثيقة سفر أو من دونها المهم أن لنا كرامتنا
أخاف مما تبقى من العمر
كما يخاف الغريب طرقات لا يألفها
يخشى أن يسبقه خياله لشارع فيتوه فيه
ويبقى بلا ظل
هل شاهدتم رجلاً يمشي بلا ظل
كيف سيمضي الليل
من يؤنس وحشته غير ظلال أصابعه على الجدار
أخشى أن أُنسى كملف بدرج موظف حكومي
أن أطوى كرسالة توصية بيد محقق
أخاف ألا أفتح باب غرفتي وأخرج يوماً
أن أقضي يوماً كاملاً فوق السرير
أرتجف إن لم أراقب الطيور من نافذتي
إن لم أشعر بغروب الشمس
أرجوكم لا تحولوني لقطعة أثاث زائدة في مهجعكم لا تقيدوني دون سلال وتدعون الحرية
لا تضعوا أيديكم فوق عنقي
إن كان ولا بد أطلقوا سراحي
سجونكم بلا أبواب
وكبح الحرية عندكم بلا أقفال
لا تتركوني كقضية عربية تنزف حتى الموت
لا تدعوا الإنسانية وأنتم تدسون السم في الهواء.