تحمل البدايات في ثناياها ملامح وإشارات ، لما ستكون عليه الأيام المقبلة ، تفتح أمامنا عوالم كانت في زمن ما مبهمة غامضة ، وبقدر ما تكون البداية قوية ومشبعة بالامل والطموح ، تأتي النتاجات ناضجة ومتجانسة ، تتدفق كنهر جار يشق طريقه بعزيمة وإصرار ، تحلق في سماء الإبداع والابتكار .
مع كل نفحة فجر تلفح وجناتنا ، نشعر بتدفق طاقة تسري في عروقنا ، تتسلل إلى أعماق قلوبنا وأرواحنا التي كدها غبار السنين ، تحمل بين طياتها زخما من الانفعالات والتناقضات ، تحديات قد نرزخ تحت وطأتها حينا ، لكن ما نلبث أن نشمخ كشجرة سنديان ، تضرب جذورها في عمق الأرض ، وتمتد فروعها محلقة نحو السماء ، محاطة بهالة من التفاؤل والأمل بأن الغد سيأتي حاملا معه بشارات ستسعدنا ، نحن ومن حولنا.
لا ريب أن الغد سيكون أفضل ، ما دمنا نبذل قصارى جهدنا لنغرس حب العمل في نفوس براعم لا زالت في طور النمو، براعم نرعاها بمحبتنا وحرصنا على أن تثمر خيرا وتعبق برائحة المسك.
فطوبى لمن أحيا أمة ، وساهم في نهضتها وتحضرها.
يستحقون وقفة افتخار نقفها احتراما لمن خط بقلمه على صفحات حياتنا عبارة جميلة ، عززت ثقتنا بأنفسنا وساهمت في خلق عالم من الامل والطموح في واقعنا الجاف.
نرفع قبعاتنا تقديرا لمن قضى أجمل سني عمره في تربية وتعليم ، في رعاية نبتة وسقايتها بماء المكرمات وفي صنع أجنحة لجيل ناشئ ، ودفعه للتحليق في فضاء الكون الواسع.
تحية لمن قضت مضاجعه وأرقته هموم طلبة ، وضعوها بين يديه ، فسعى جاهدا لإيجاد حلول لها ، وفك خيوط اللعبة ، فكان نعم الاب ، وكانت نعم الام..
محبة لمن أضاف معرفة وعلما ، ومن أكسب مهارات حياتية واجتماعية ، تصقل شخصية الفرد ليشكل لبنة صالحة في بناء المجتمع وإرساء دعائم الحضارة.
امتنان لمن قيلت فيهم الأشعار ، وصدحت الحناجر منشدة ملحمة بطولته منقطعة النظير.
ويمكن أن أقتبس بعضا من روضة الشعر تعزز الدور الذي يضطلع به المعلم في الكون:
يا صانع المجد يا روحا مطهرة لك التحيات والاكبار والقبل
يا شمعة في ظلام الليل ما فتئت تنير دربا لمن ضلوا ومن جهلوا