ربما كان صوتي خافتاً فلم يسمعني أحد …
عندما كنت أغني … “
ظلي بخير كي أظل أنا به “…
وعِمي مساءاً …
يا مهد طفولتي البعيدة…
وزهرة مولدي الندية…
لكن أشياء كثيرة كانت تستيقظ فيَّ فجاة …
حين كنت أكنس ملح الزمن والبحر…
وهي تطل علينا …
من نافذة قمرية …
كنجمة تحسر بين كفيها…
ضوءً من عنفوانٍ و ريحانٍ …
وقتئذ كان أبي مشغولاً …
يفلي شَعْرَ آلهة الشِعْرِ الطويل …
أمام مرآة القصيدة …
فلم يلتفت نحوي…
وأنا أبكي رحيلها …
وأسجد على ما تركت قدماها …
من تراب فردوسي أنيق …
وكانت الشمس تظلل السماء…
بلون أرجواني حاد …
فلما هممت أفتح الزجاج لها لتدخل …
إنكسرت موجة …
بالصدفة ..
او بالعادة …
على رمل الشاطئ …
لتكتب ورائها بأحرف نافرة ثقيلة :
صحيح أن سعادة الأم عبادة…
وتقرب للرب..
لكن هذا الجرح عميق …
وأخاف أنك اذا نزلت نحوه…
ان لا تستطيع الصعود ثانية …
ثم من من قال أنك ستستطيع الصعود ثانية …
بعد إنكسار الروح وضمور الجسد …
فبعثرت بقدماي كما جندي …
ما كتبت …
لأبكي إنعكاس صورتها على مرآة الموج …
وأنا أتشبث بأخر خيط من خيوط الماء …
علني أجد الإجابة …
أو جزءاً لها …
إن سألت البحر …
لماذا تموت الأمهات ؟!
ولماذا يتركن ورائهن …
أطياف الياسمين ..