جاءوا إلية في مقر عمله في فرع بنك التعاون الأهلي ، صباح الاربعاء 1982/4/21م ، أدعوا عليه بدعوى كيدية ، حتي لايلفتوا نظر مدير الفرع وموظفية ، لكنة فضح غرضهم من إقتحام البنك ومحاولة إعتقاله ، احدهم وكان ضابطآ يختال في بذته الامنية ، أختلى بمدير الفرع للحظات ، ليعود مدير الفرع ليخاطب الموظف : إذهب معهم مجرد إشتباه ، وسيعيدونك ..
رد عليه الموظف: نفس الموال المكرر !
التفت الملازم إليه وقال ماذا قلت!
رد عليه الموظف بسخرية: لماذا تقبضون علي !
ارتبك الملازم، وقال بصوت منفعل ، انت تركت الدار وعليك ايجارات متأخرة… لم يدعه الموظف يدعه يكمل ، في الغد سأحضر لك ايصالات الاستلام ، زاد ارتباك الملازم وردد لقد استأذنت من المدير !
كان الموظف حريصآ على ان يستمع الموظفين لكل مادار بينهم من حوار ، وبالذات زميله وصديقه عبد الرحمن علي مقبل ، فهو الذي سيوصل خبر إعتقاله الى الرفاق ..
في الطريق الى سيارة الأفندم امام فرع بنك التعاون ، بجانب مبنى الأتحاد العام لهيئات التعاون الاهلي للتطوير ، فكر بقصاصة ورقية صغيرة في جيب بنطاله الأيسر ، كان بها مهمة من مهام اليوم ، استلام رفيق وإلحاقه بأحد الخلايا ، أدخل يده الى جيب بنطاله واخرج منديلآ ورقيآ ومعه قصاصة صغيرة، مسح شفتيه فأستقرت قصاصة الورق، في فمه ثم تحت لسانه ..
إذآ سيتوجهون به الى قصر البشائر ، ذويزن طفله الصغير ، لم يتجاوز الشهر السادس من العمر ، وزوجته ، ورفاقه علي نعمان ، نادية زوجته ، علي عياش ، لم يستقروا بعد في المسكن الجديد الذي انتقلوا اليه الا ليومين ، بعد ان تركوا مسكنه الذي غدا مكشوفآ بعد إعتقال الرفيق محمد القاضي المناضل القادم من ريف تهامه.. هههه سيعرف لاحقآ الا علاقة للرفيق محمد بتهامة ، وانه ولد في مدينة كسلا بالسودان لأب وام من يريم في لواء إب .
تهادت السيارة الكريسيدا امام بوابة دار البشائر ، قصر آخر أئمة بيت حميد الدين ، الذي لم يهنأ بعرش الإمامة ، فبعد اسبوع قامت ثورة سبتمبر 1962م ..
اين الافندم الصرمي .. ردد الملازم الاسم لمرتين ففتح العسكري البوابة في تكاسل ، وقال له : جَــنِبْ هَـانَاك ْ، وعادْ نِبَلِغِه ْ…
لحظات وحضر الجلاد محمد رزق الصرمي ، بذلة انيقة وربطة عنق … ووجه مُحْمَر ماكر ، بإيبتسامة صفراء وناب معوج .. دراكولا ! هكذا خطر على بال الموظف ، فأبتسم نصف ابتسامة ساخرة.. ماااابسمك !صرخ الجلادالصرمي ، رد عليه ببرود ذااكرآ إسمه الثلاثي ، صرخ الصرمي ثانية: أين علي نعمان!
رد عليه بلا إنفعال : لا أعرف أحدآ بهذا الإسم.. لم يكمل رده ، فقد عاجلة الجلاد بصفعة مدوية ، ربما كانت ردآ على إبتسامتة الغامضة حول وصمه ب: دراكولا ..
لم يكن للملازم علاقة بالأمن الوطني ، فهو ضابط في وحدات الامن المركزي ، وكان جارآ للموظف هو ومحمد عائض ، في الخرابة القريبة من قرية الدجاج ، التي فيها أول قصر أستقر به الرئيس صالح بالقرب من مصنع الغزل والنسيج !
وقد وعدهما الصرمي بالإتصال بهما لاحقآ ومكافئتهما ..
حضر لاحقآ الى حوش دار البشائر ، احد الجلادين، وبدأ يستعرض جسم الموظف وملامحه ، خمن انه رياضي ، ربما هو عسكري خضع لتدريب ما .
صرخ الصرمي : بزوووه لا داخل!
خلع الجلاد القبيلي ربطة رأسة وعصب بها عيني الموظف ، كانت العصابة التي على عينيه مشبعةٌ بعطر مركز ذكره بالموتى ، وبدأ يدفعه من الخلف بجلافة ، تعثر الموظف لكنه لم يسقط ، بدأ الجلاد يسحبه من يده اليمنى .. هنا مدخل الدار ارتقى بعض الدرجات، ثم هبط ، الى ممر صغير متعرج بارد ، وبجدران حجرية مهذبة ثم بوابة الى اليسار ، فتح الجلاد العصابة ليأمره ان يجلس على حجر غير مستوية وأن يمد رجليه الى حجر آخر ، أدخل العسكري حلقتي القيد علي الكاحلين ، وبدأ يدق بمطرقة كبيرة حلقة فحلقه ، تذكر فجأة ” حجول جدته “ملوك” التي صاغها لأجلها جارهم الطيب اليهودي “شُُّكْْــرْْ”.