تعبت ياصديقي../ بقلم : فتحي العريبي

تعبتُ يا صديقي
أريد أن أرتاح
ويلزمني اغفاءة
تدوم أشهراً
سنة
او ربما الى الأبد
أنا متعبٌ فِعلا
كم هو شاق ومضن
ما فعلته في المدة الأخيرة
و لكن ما الذي فعلته..؟
لا شيء !!
وهذا تحديداً ما يرهقني
المشكلة أنه لا يوجد ما ينبغي أن أقوم به
يبدو أنني أنجزت باكراً
كل المهام الموكولة لي
أخذت المسؤولية
مذ كنتُ طفلا..
أنجزتها قبل أن أبلغ العشرين
فوجدتني الآن أجترّ الماضي
لا جديد
سوى اني مريض
اصبتُ
بمرض كبار السن
في ريعان الشباب
وأصبحت الأيام متشابهة
مثل دموع أذرفها ندماً على انا
حتى أنني لا أعرف
متى سأموت..!!
هناك عدد لابأس به من التنهدات المضطربة
لا تدري أي تنهيدة ستؤثر فيك أكثر
و تقودك إلى السكوت الأبدي
هل تلك التي تحكي روايتك مع الحظ المتعثر !
أم تلك النابعة من القلب المجهد
الذي لم يعد يخفق كما يجب !
لأنه أصبح فيه وريد مُسَكرْ !
أم تلك التي
تروي قصة من الماضي البعيد !
أم تلك الممزوجة بعدم الرضا على الضمير !
تنهيدات لا تحصى و لا تعد
بين هذا وذاك
نتنقس ونختنق..
ونفر إلى الحرف في شدة الحاجة إلى البوح
حتى وإن كنا نكتب
ثم نعود لنقرأ
الدافع هو الشعور بشدة الظمأ
لسلسبيل الروح ذات انحسارٍ لمد الحياة
فــَ دوما ..
ثمة شاطيء نبحث عنه
ولو في أكوام السراب
لنرسو عليه..
هي الحاجة القابعة في فطرة النفس
لوجود حياة أخرى موازية
إفتراضية..
تختلف مكوناتها وملامحها وتفاصيلها الدقيقة
عن الحياة الحالية..
لا لشيء
وإنما لأننا خلقنا هكذا
ونتمايز بالإستعدادات والحضور
ونختلف..
حتى وإن كنا توائم في الفكر و الملامح
أو في القابلية للتعايش مع إسم ، فكرة ، حالة ما ..!
أو في قدرتنا !
إما في الغوص داخل لجة النور
أو العيش كأشياء تطفو على السطح ..
هي مرئية ظاهرة للكل
ولكنها من الخفة بمكان بكونها طافية وحسب..
يا صديقي..
هذه فلسفتي
في قراءة المتاح من الواقع والمحيط
ونظرتي
المتشائمة لما هو أبعد من ذلك
في التفاصيل الكامنة في متعلقات الحياة
وتبقى هذه المساحة في تغيُّر
بين الإتساع والضيق
بقدر ما في النفس من رغبة في العيش
بطريقة أخرى مختلفة..
حتى وإن كانت ملامح حياة
بين السطور وعلى انحناءات الحروف
وعند الفواصل و نقاط الاستفهام
ثرثرة مسافرٍ من هذه الدنيا
يقرأ ويكتب بتأمل
اقتربتُ من بعض عمقي فــَ ثرثرت
إعذرني صديقي
إن كنت أطلت…
(ف.الع)