يفتح مقلتيه بصعوبة بالغة
كأن الخوف سقط في إناء من الجمر
حجرٌ أعمى كان يرقد بين صنارة وقنديل أحمر
جذبه الموت الى الرؤيا لأن يفرك ملحه
كان صوته يتنفس بانتظام
يتخبط بين ارتفاع الموج الى البياض
وارتطام البياض بالقيعان الرثة
لا يأتي قلبه على عينه
ولا على كفه
ولا يبصر في عين من الماء
هذا الحجر الذي لا يرى الظلام
يتهدج على بحّة الصوت
كأن الزورق خيوطٌ حمراءٌ
يضوي أصواتًا أخرى
كلّ ضوءٍ لا يشفّ يتحوّل الى أغنية حزينة
ماذا عليّ أن أفعل
والخوف يدبدب على الأرض فوق قلبي
كأنه طريقٌ من العقاب
حلم لم يبدأ ولم يأخذ فرصة أن يبدأ
العمى يتشدق بالملح
ليس ما يجفل المرء من الحزن
ما يجعله إنسانًا
انما بقدر ما يحُطّ العمى على روحه
ويُخرِّب فيه ظنون الجمال
عبر بقعة حمراء
ليست أغنية
انها تهويدة عن الأسى
في غرفةٍ ممتلئة بصرير الدماء
عند أطول مسافة بين المرء وذاته
حاجز بين ما تشعر به وما تقوله
مسافة بين ما يمكن أن يحدث
وما يمكن أن يصمت وينتهي الى الأبد
أطول طريق بين ارتخاء الجسد وحافة المقعد
كل حركة سوف تشدك باتجاه الألم
بلا بوصلة ولا خرائط
كأن الطريق متقدسٌ ومائلٌ الى السواد
هذا الظلام الممتزج بالحمرة
يتفانى في افتراس قلبي
حتى مع الحرمان من النظر الى الخوف
يتسلق الذوبان اللون
ويمشي خطوة خطوة
في الطريق الى ترميمي
في قعرٍ جب
أتحول الى جثة
بلا عظام لتصدر طقطقة
في قبرٍ فارغ من الزرع
تنتهي الاحلام من التفرُّع
الى ورود بنفسجيّة
لان العمى الذي يرقد
لا محال أن يحسّ أو يرى
غير الظلام
كأن كل شيء
في رحم الضوء وخزًا
يسير على خليّة واحدة
وينكأ على بذور الألم
فتتحول المنابنت
الى قنينة من الدماء
الأحجار تحفظ صوتها
داخل بطون الأمهات
وتشهق حينما يأنّ الدم
فتضغط على الغشاء الفاصل
بين الجحيم والسماء
حتى لا تسمع ولا ترى
لتجلس بين القناديل الحمراء
وتختفي المراكب والصنارات
ويتكسر الغيم
حتى يكشف عن أبنائه
أميالًا من الملح والدماء
تذرف الدموع جرفًا وحسرةً
وتغني على كفيها
كأنها ترى.