يقلب رجل مسن التراب بكل ما أتاه الله من عزم ..
فيخرج للسطح تراب رطب وجديد ..
كان على التراب ان يعاني غرز الحراب في عنقه ليتجدد ..
ويصير صالحا أكثر ..
وما دمنا تراب فالحياة الهرمة تغرز حرابها في اعناقنا طويلا ..
نتألم ..
لكن لماذا لايخرج للسطح سوى نفوس مشققة ومضناة وضجرة ..؟!
كم من الحراب على الحياة ان تغرزها في عنق العالم ليتجدد ؟!
او في وجهي ليصير وجه امرأة في عمقها حياة عليها ان تعاش؟!
نحن عاقون فوق قدرة الألم على التغيير ..
بارواح يابسة ..
يقشرها الوجع فتتكسر بين يديه كعود حطب مهيأ جدا للحرق
عاقون ..
لحيوانيتنا واوفياء حد الذهول لبشريتنا الوحشية عن سبق اصرار وارادة ..
كم من الوقت ياترى علينا ان نحتمل ليصير هذا العالم مؤهلا للعيش او محروقا بالكامل وتنتهي الطامة اذ نعرف الحقيقة باننا لا يمكن يوما ان نكون قادرين على تحقيق هدف الله من خلقنا ؟!
لو اننا نيأس سيكون ذلك مريحا جدا ويجعل من الانتظار اسهل ..
لو اننا محكومون بحب الموت كحكمنا بالتعلق بالحياة والبحث عنها ستكون النهاية مناسبة اكثر لجودة الخلق وعظمة الخالق ..
هل الله حزين لفشلنا يا ترى ؟!
هو يعرف سبحانه اننا فاشلون
وعلينا ان نعرف ان الخلق كل الخلق على الإطلاق اكثر رفعة وفائدة من الانسان..
خمسة عشر يوما على الأكثر وستملىء الهواء رائحة الزهر المزروع في تراب جديد
بينما يمتلئ فراغ هذا العالم بالجثث ويباسه بالدم ..
ويسحق البشر الاقوياء آخرون اضعف في دائرة لن تنتهي ..
فيا الله ..
محرقة محرقة محرقة