جثة صاحبة بيت/ بقلم : اسامة بدر – مصر

بجواري

نامتْ جثةٌ غريبةٌ

تشبه أبي كثيرا

بأحزانٍ أقل

ولكن لها سَمْتُ القسوة نفسها

رائحة الحقل ،

والعشب الذي في يدها

مازال طازجا

فكرتُ لو أشتري لها زهورا تدفئها

أن أدعوها لتبقى لأخر الأسبوع

كجثةٍ “صاحبةْ بيتْ”

على الأقل

حتى تجد قبرا مناسبا

ولا مانع أن تبقى راقدة براحتها

وأترك لها مكاني المفضل بجوار الحائط

أوصي أصدقائي أن يسألوا عنها في غيابي

وبالمرة ..

ترعى زهرة الصبار التي أربيها

وتأخذها أيضا حين ترحل

الجثةُ جديدةٌ

لا تعرف

أنني صاحبتُ جثثا أخرى قبلها

وأن بعضهم مازال يزورني

حتى الآن

في أحلامٍ طويلةٍ

وحين أغيبُ ..

أتركُ لهم خبرا عند جارتي العجوز

فتشعلُ

شموعا كثيرة في الغرفة

هي لا تعرف أيضا

أن جارتي هذه

ليست جثةً مثلنا

يمكنها أن ترى في الظلام

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!