حرف جــاف / بقلم : بسام المسعودي

حرفي الجاف يتقيأ تعابير ضالة

يبللها المســــاء بالعتم الشاردة

يرافق عودتي للدار فأحصي به

الطرق المشققة و أبواب البيوت المغلقة

و نوافذها المظلمـــة ،

أعُد المركبات العائدة للمبيت

بلا بنزين يوقضها عند الصباح ،

أحصي به ضجري المتكدس

في حقيبة الروح المهملة

و مآذن المساجد يخنقها

غبار النفوس المذنبـــــة..

أزاحم به فراغ الأمكنة طول الطريق ،

أردم بجفافه حفر الطرق

أصنع منه عكاز التعابير

فأهش بها شكوك روحي التَعِبة عن مدننا المثخنة بالحرب و النوم قبل الليل

أعود به للدار الهانئة بغيابي الممتد

من الصبح القريب

حتى تناهيد الليل الملبد بالأنوار الخافتة ..

تصادفه في الطريق لعنة الشوق

لصديق سنين غيابه بعدد أسنان

مشطه المهجور في كيس الأماني التالفة

فأخبر به جنونه العائم في ضلال

العقل المغتر بالغياب عني ،

يخبره كما أنا تعب ،

تأكلني فراغات الامتلاء

بحرف جاف لا اشبع إلا به و تعابيره

يروقها بلل اللقاء و الرسائل الخافتة

يخبره أن جدار روحي الموسوم بالطين

والأحجار المسننة يرتطم به

كل عائد من حفلة اللقمة إلى

أقفاص النوم الغريب و جميعنا نعود بتعابير

تخلو من وصول يشفع للرضا

عن روحي المبتلة بحرف جاف يكتب كل البلل.