حضور مزدوج../ محمد الجلال / اليمن

” حضورٌ مُزدوج ”

هذا الوقتُ يسُوقَني بجناحيهِ
إلى جَحِيمٍ قادِم
كُلّما أستوقفْتهُ ،بُرهةً ..
رَكَلني بِسوادِ أيّامهِ المُسرعة
كُلّما فتّشتُ عن وجهي القَديم
صَفَعني برقّاص ثوانيه المُقَلِقَة
أقومُ بعدِّ خُطواتي حين تتبعني ..
فتهربُ منّي إلى ذاكرةٍ معطوبة
ذاكرتي هي الأُخرى تُحاصرني
حين تكلّلت ـ ذات مرّةً ـ بإبتسامةٍ عريضة
كانت قصيدة مُكتملة ليُصفّق لها وجهي الآخر مدى الحياة
أمّا مع الوقت! ؛فيحضرني ديوانٌ مِن القصائد الشّاردة ..
تعتريني الوحدة موسومةً بالجَدْب
على ملامح وجهي
أسفي على هذا الوقت الراكِض أمامي
كانت قصيدتي الوحيدة منذ الوهلة الأولى ،ستجعلني سعيداً إلى الأبد
والآن ،وأنا بكامل تصحُّري ،
أعتذر منّي للآخر ..
لم أعد أنا كما كُنت ذاك الوجه!
وجهي يهرب مِنّي ،بالتخفّي!
وقصائِدي خائفةً .. يُلاحقها الوقت
أنا لم أعد أقرأ لي حرفاً واحداً ،
ولا قصيدة واحدة ،لم تعد تشبهني!
ما الفائدة حين ربيّتها طويلاً ، ابتسامة وديعة ؛
وحين هجاني وجهي الآخر بوقته المُزيّف ،
كشّرت عن أنيابها الحادّة
فتخلّتْ عن شفتيّ العاريتين
اصبح فمي يلفظ قصيدته ،
المنزوعة مِن ثُقْبٍ فارغ
ويُلقي بي ،في ذات اللحظة!
إلى حافة ذاكرة الوجه المخدوع..!
.

* البورترية ،لايغون شيلي(حضور مزدوج) 1915 .

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!