حوار بين مشرط وجُرح / بقلم :علي شروان رعد

يقول المشرط ببرود،
في محاورته مع الجُرح.

– مالك كلما لقيتني في مسلكٍ ما
ودون اي سابق موعد
تتذكر جميع الاحداث
وبدقةٍ متناهية.

– أُنظر إليّ ها انا ذا،
نسيتُ جميعها،
وتناسيتُ..
اللذي حصل،
نسيتُ جميعَ الأحداث
ولاتدوينَ عندي ولا تأريخ
الماضي مُحترق
كرمادٍ لحُطامِ حطبٍ هشْ.

* ويرد الجُرح بوقار قائلاً
هلا أصغيت لصوت الضمير
قبل أن تنتفض مرتعداً
وقبل أن تُحدث خلفك غُباراً نتناً
وقبل أن تتفوه بحماقات لا وجه لها
في مدينة الصفاء
وإخوان الصفاء

* ولو أنك فعلت ذلك
لعلِمتَ بأنَّ إحساس المجروح ليس كإحساس الجارِح
وأن الجارحُ  فعلٌ مُتعدٍ
والمجروحُ مفعولٌ به ومتعدٍ عليه
فهذا جُرحي
مازالَ يتجددُ ألماً كُلَّمَا لقيتُك في ازدحامِ الطرقات
أو رأيتُكَ في بريق  بصري
أو حينما تبجحت أمام ناظري

* وأنت أنت على صورتك القديمة
لم تتغير لم تتبدل ولم تزهو
كما تزهو أشعت الشمس حين تلاعب الشروق
في احتفالات الندى توديعا ً للأسحار

وهذا جُرحي مُدْمَلٌ
يستفيق !
في لحظةِ مصادفتكَ المشؤومة
فمازالت الجروح عندي نازفة ومتجددة
كُلّما،
اصطبحتُ بملامح وجهك الهزيل
وبسلاطة لسانك الأرعن
يستورد الكلمات العفنة
من مستودع الغباء الفكري
في رأسك الملعون.

فلابد للأفعال السيئة من دواء وإماتة
ولابد للأفعال الحسنة من تنوير و ثباتة
ولابد للأخطاء من تجريم وإماطة
ولابد للعفو من تنقيح وإستماتة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. علي شروان رعد

    جزيل الشكر والعرفان الى مؤسسة موقع – آفاق حرة – على نشرها نصي الادبي ( حوار بين مشرط وجرح)
    وكذلك جزيل الشكر والإحترام للأستاذ ( محمد صوالحة ) على هذا الموقع الثقافي الرصين والهادف والمعطاء.. وتحية لجميع العاملين عليه والمساركين من ادباء وكتاب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!