أغمز الليل
تلك مصيبتي وهذياني
حتّى تركت نفسي للضياع …
أمام أعتابكم الشريفة
كنت أتوسَّل الرَّب ألاّ يهبني قلبا يخشع
وعينا تدمع
كانت صورة أمِّي فوق كل الصُّور …
بعد إن تكسَّر الإطار…
نظرتها للسَّماء باقية
حين تجلَّى جلاله في روحها…
كان ربيع أحلامي يحترق…
ومخيالي في سماء غير السّماء يخترق…
فكرت في الشعر…
في الدين
فكرت في السياسة …
وأشياء كثيرة….
وكان الجلاد بسواد لعنته يحترف صمت الموتى
والمكان باردٌ كالحجارة
والحجارة لا تتحرك
هادئة كهدوئي …
أصغي لصخب الأجراس
أعد آخر عهد لي بالبقاء
قرأت دواويني المحروقة بغمزة عينٍ
انحنيتُ على قبور الأمهات وغمرتها قبلًا
وطليت جسدي بترابِ الشُّهداء
بكيتُ..
صرختُ…
لعنتُ كل شيء…
في الأرض في السّماء
نفثتُ أسراري بقدر المرارة
فحملت أثقالي كالمجنون أداعب سلاسلي
مرددًا تخاريف الزمان بلسان الانهزام…
شهقتين تفصلني عن مصيري
بكيت…
صرخت…
توسلت كل شيء
امام ذعر المارة
وهرج ومرج في بطون الثائرين
سقط خجلي عرقا
امام اعتابكم ولم تسقط كرامتي
تمزّقت أسمالي… ساءت أحوالي
فعرّت عن عظامي
ولازلت أعض على منديل أمِّي…
يشملني سكينة القداسة …
وكأني حكيم
وانأ السجين…
تُهمي مجرد ادِّعاءات..
حين دمّرت الأضرحة والعادات
وسطَّرتُ طرق العبادات
وحرقت السّحرة والعرافات
وفتحت المجال للحانات …
وتراءى لي في معبدي
أن الخطيئة فخ نصبه الرَّب للعباد
وتلك منتهى الاعترافات
وجعل الحياة حفلة قتل بيكم…
وكنتم فيها عصاة …
بكيتُ…
صرختُ…
هادنتُ كل شيء
الغربان تملأ الّسّماء سوادًا
وأنا أسير إلى حتفي
والطّيور في حداد
هتافات مخنوقة…
شعارات تتطاير ألغازها تحت قدمي
رعشة تأكل العظام
اليوم لا مفر من العقاب..
تنكيل…
قتل بدون حساب…
فلمن يبتسم القدر إذا الخطيئة غباء البشر…؟
06:12:2019