#ذابلات_الشوق
إِلَيكَ سُؤَالِي
يَا مَنْ تَحتَلُّنِي
خَلفَ حُدودِ بُؤبُؤِ العَينِ
وَ جُرحِ الرَّحِيل
سُؤالٌ مُتَهالِكٌ
واجِفٌ .. مِثلي تَمامَاً
فِي مَكتَبةٍ أثَريَّةٍ قَدِيمَةٍ
عَلى رَفٍّ خَشَبيٍّ
يَئِنُّ تَحتَ وَطأةِ الفَقدِ
يَنتَظِرُ أَنْ يُقرَأَ لَهُ عُنوَانٌ
فِي سَطرِ الحَياه
كَـكِتابٍ قَدِيمٍ
شَاخَ فِيهِ النَّبضُ
وَ تَاهَتْ فِيهِ الأُحجِيَاتُ
كَـأَسئلَةٍ مُتَقَاطِعَةٍ
تَمضَغُها حِيرَةُ الجَوابِ الضَّائِعِ
عَلى شِفاهٍ تَشتَكِي الجُوعَ
“متى تَمتَلِئُ بُطُونِ العِجَافِ
بعدَ قَحطِ الفُرَاقِ ؟”
“وَمتى تَتفتَّحُ
بَراعِمُ ذَابِلاتِ الشَّوقِ
فِي حُقُولِ الوَصلِ؟”
“وَمَتى تَقطُفُ كَفِّي الضَّارِعَةُ
أغصَانَ الزَّيتُونِ الهَارِبَةِ
مِن شَجَرَتِي الطَّاغِيَةِ
عَلى أُمنِياتِ الأَمَلِ”
وَ عَلى غِرَارِ بَياضِ النَّوايَا
الَّتي نَثَرتُها ذاتَ ثِقةٍ
في حُقُولِ الحُبّ
..
..
هَيهَات .. هَيهَات
فَهذهِ تُربَةُ الطِّينِ
رَبَتَتْ عَلى ذَرَّاتِها
جُذُورُ اليَأسِِ
#فَاِنتَصرَ_الفُراقُ
..
..
في مِيقاتِ اِحتِجابِ سُحُبِ الهَوى
جِرَاحٌ تُعَانِي عَطَشَ الوِصَالِ
وَ هَمسُ التِّينِ يَحتَضِرُ
فِي تُربةٍ غَيرِ ذِيكِ التُّربَةِ
وَ غَيرِ المَاءِ
وَ غَيرِ الهَواءِ
وَ عَينايَ وَابِلٌ
تَصُبُّ دَمعَ السَّهرِ مِدرَاراً
كـَعينَيِّ أُمٍّ تَقفُ عَلى شَاطِئِ اللَهفَةِ
تَنتَظِرُ وَلَدَها ( البَعيدَ_القَريبَ)
تَتوغَّلُ بِـأَنظَارِهَا
فِي عُمقِ المَدَى
المُتَرامِي خَلفَ حُدودِ
المَوجِ الصَّاخبِ
#وَالمُقلَتانِ_مِلحٌ_أُجَاجٌ
..
..
وَ يَمضِي الشِّتَاءُ
بـِحَقيبَةِ المَحطَّاتِ
المَملوءَةِ بِـدِفْء قَلبِي
وَ مَوسِمُ الصَّيفِ
يُودِّع بَيادِرَ القَمحِ بِالسَّلامَةِ
وَ عَلَى كَفِّ القَدَرِ أَمشِي
وَ لاأَعلمُ مَاسَيفتحُ لِي الخَرِيفُ
مِن أَبوَاب
..
.
اِنتِظارٌ .. وَ اِنتِظارٌ ..
وَ آهةٌ مُلتَاعَةٌ !
فَـكَمْ هُوَ مُؤلِمٌ هَٰذا الاِمتِحَانُ
الشَّامِلُ لـِعبْء الرُّوحِ
كُلُّ النَّبضَاتِ أَنتَ سَيِّدُهَا
وَ مُبتَغَاهَا ..
وَ دُعَاءُ قُنُوتِها
عَلى ذِكراكَ أَيقَظتَنِي
بِـوافِرِ العُهُودِ
لأُخَبِّئَكَ فِي جَوفِ الرُّوحِ
تَميمَةً لِـلعِتقِ وَ الخَلاصِ
لَٰكنَّكَ سُرعانَ ما نِلتَ مِنِّي
بِـحَقيقَةِ المَلمُوساتِ
أَضَعتُ نَفسِي
وَ بَحَثتُ عنِّي حَيثُ تَركتُنِي
لَٰكنِّي لَم أَجِدَنِي فِيكَ
زَمَّلتَنِي فِي ثَوبِي الأَسوَدَ
أَبكِي جِفنَ الخَيبَةِ
عَصيَّةِ التَّوقُّفِ !!
..
..
بَاتَ الهُدبُ فِي وَجهِي .. رَملَاً
وَ المَحاجِرُ ظِلالاً مَثقُوبَةً
لا يُنقِذُها إِلَّا دَامسُ اللَّيلِ
لَٰكنَّكَ تَقودُنِي
إِلى سِحرِ الفَجرِ
لِأَختَنِقَ فِيكَ
أَو لِأُشنَقَ
أو لِيغتَالَنِي صُبحِي
عَلى قَيدِ الضَّوءِ
بِـلا أَمَلٍ أَستَغِيثَهُ
وَ لا وَقتَ يَكفِي
لِـتلبِيَةِ النِّداء
..
..
فِي عُمقِ الغِيابِ
دُخانٌ يِمضِي
بِـعَكسِ اِتجَاهِ الرِّيحِ
فَـمِن أينَ لِي بِـالمَفرِّ
وَ أنَّى لِيَ المُستَقَرّ
وَ ذِكرَايَ فِيكَ مِحرَابُ صَلَاةٍ
لايَخرُجُ مِن قُمقُمِ الإِيمَانِ
خُشُوعِي أَذكَارٌ
وَ صَلَواتِي نَوافِلٌ
عَلَى نِيَّةِ الأَمسِ
بِأَنْ أُصَلِّيكَ لِقَاءً لايَنتَهِي
وَ حَتَّى لَحظَتِي هَٰذهِ
الَّتِي تَتَلَظَّى بـِنارِ شَوقِي
وَ سَعِيرِ حَنِينِي
..
..
أَيَّةُ رُوحٍ هِي رُوحُكَ الَّتي تَستَعمِرُنِي
وَ قَد أَغدَقتَ عَلَيَّ بِجَزَعِ الرَّحِيلِ
الَّذي لَم يَمنَعنِي تَباريحَكَ الحَالِمَةَ
فِي عَينِ التَّلَاقِي
#رُغمَ_كُلِّ_ذاكَ_التَّماهِي_فِي_الهُروبِ!!
..
..
افتخار هديب
..
..