ذاكرة العٌشاق/ بقلم:عمر القيفي (اليمن)

كان يحدّثني بقصته والدموع تسابق
كلماته ، لم يشأ أن يخبر أحدًا بقصته لكني
ألمتهُ بعتابي حين قلتُ له :
ويحك يا هذا لقد نثر الشيب بياضه على
شعر رأسك ، وبدأ الكبر يرسم خطوطه
على قسمات جبينك ، وبدأ الظهر ينحني
والأقدام تدلف ، فمتى ستبحثُ عن أنثى
تكمل معها مشوار حياتك ، أم أنًّك لم تستطع
مجارات الأبكار ومسامرة الصغار ..!
نفث سم آهاتهِ على مسامعي ثم قال :
( كنتُ لا أريد أخبر أحدًا بسري لكن كلماتك
ألمتني ، ثم أردف قائلاً :
جاءت تحدّث قلبي عن شغفها الملهم
بالحسن ، وعشقها الأبدي للجمال ، كل
ما تقوله صحيحاً ، لأني أعرفها جيدًا ،
فهي صادقةً لا تكذب منذٌ ألتقيتها قبل
بضع سنين ..
كلَّما همست على أذني بقول يصبحُ فعلا ،
ذات صباح مضى أخبرتني أنها ستذهب
للحج وقد اخترتني لها محرماً ورفيقا ،
تفاجأتُ كثيرًا كيف ذلك ولم أكن لها قريبا ،
وحين رأت الحيرة على وجهي تبسمت ،
ظللتُ ليلة كاملة أسأل نفسي وألومها كيف
قبلتُ عرضاً كهذا ، وماذا سيتحدَّث عنا
الناس من حولنا ..!
وحين أشرقت شمس ذلك الصباح وقد
حجزت تذاكر السفر لم يتبقى لي إلا أن
ألزم الصمت وأفكر بالهروب من أمامها
كما يعمل الأطفال ..
كانت قد رأت بالأمس الحيرة قد بدت
على وجهي ، ولأنها تعلم أني لم أذهب
معها بهذه الطريقة قررت إخباري بكل
شيء ..
برسالة قصيرة كتبت ، لقد قررتُ الذهاب
إلى كعبة قلبك وهناك سيكون حجي .
مثلما سلبتني بالأمس نومي خوفاً وفزعا ،
حرمتني ليلتي الثانية من النوم سعادة
وفرحا .
ذهبت من قريتها منذُ تلك الليلة ولم تعد
إلى الآن ، لأبقى بعدها أرسم قلوب العشق
وسهام الجوى على الورق إلى اليوم .. )
بعدها كرهت النساء وقررتٌ أن لا أعشق
أبدأ .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!