رؤية طيفك/بقلم:إيمان خالد

مازلتُ أعاني من الإفراط في رؤيةِ طيفك، والإفراط في ذِكرك، والإفراط في الكتابة لك !
بينما السماء تُمطرُ وتروي الأرض القاحلة التي كأنها مصابة بالجفاف، يمطرُ قلبي شوقًا ولاترويه إلا رؤيتك فقد جفّ وأقحله الغياب !

أهربُ من ذكرك إلى النوم فأراكَ في منامي، أهرب من طيفك للكتابة فلا أكتبُ إلا لك ! كيف أقنع روما أن كل الطرق تؤدي إليك، حتى تلك الطرق التي أسلكها لنسيانك !؟

مهما حاولت أن أتجنب الأشياء التي قد تثير الحنين إليك، أجدهُ مصاحبًا لكل الأشياء التي اقترب منها .

حين هربتُ للبحر أجلس أمامه أستمع لصوت أمواجه الخفيفة علي أريح ذاكرتي منك، لكنه ذكرني بغرقي بك! الغرق الوحيد الذي اعتبرته ذات حب نجاة !

حتى حين ذهبت في زيارة للمصح علّ الجنون ينسيني إياك ، كان أول مريض أقابله يحملُ اسمك، والأنكى أن سبب دخوله المصح كان محاولة لنسيان حبيبته، وكأنهُ ينبئني بمصيري !

بالمناسبة أخبرني مدير المصح أنهم يحتاجون إلى توظيف مساعدات في المصح، كما يبدو كان يظنني طالبة في الطب النفسي وكانت الزيارة لأجل دراستي، تركته على ظنه وأخبرته أنني على استعداد أن أعمل في المصح حتى تطوعًا، أخذ مني الممرض الذي كان على قرابة منا رقمي وقال وهو يحاول ألا يبتسم ابتسامة لم أفهم معناها إنه سيتصل بي لاحقًا ويخبرني بالتفاصيل، وفور خروجي من البوابة وصلتني رسالة من رقم غريب تقول :
مرحبًا، أنا الممرض الذي أخذ رقمك للتو أردتُ أن أخبركِ أنا الرجل الذي كان يتحدث إليك بصفته مدير المصح هو أحد المرضى!

بالمناسبة هل أنتِ زهرة الجبل ؟ تشبهينها كثيرا.

عرفتُ وقتها أن كل من في المصح مريض أو مكتسبٌ للمرض، لهذا فكرتُ جديًا أن أدخل المصح لأصبح واحدة منهم ، لكن اخبرني هل ستأتي لزيارتي ذات جنون ؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!