بحر خاشع يرسل أمواجه الهادئة تباعاً لتهدهد ذلك المركب المُتعَب .
الرذاذ يتساقط رقيقاً حانياً والقمر بضوئه الفضي يداعب وجه البحر، ويرخي ظلال نوره على شراع تأهَّب ليحضن رياح الخريف بامتنان.
أرفع مرساتي وأرخيها في البحر لاتَّخذ سبيلي في البحر سربا …
ها هي الحياة بين يدي تغرد كعصفور عاشق …
أبتسم له وأنا أطلقه راضية ليعود إلى أرض تساوت فيها الحياة بالأحلام
يطير ويبتعد… يتلاشى في سحابات من الضباب …
يبتعد وأبقى وحيدة …. أظلل عيني براحتي لأرى بوضوح أكثر…
ماذا تركت هناك …
لم تكن الحياة سوى وقفة تحت شجرة في يوم عاصف…. ومضيت …
تركت ورائي بضع ضحكات، وقليلاً من الفرح…ودمعات…
وكثيراً من الكلمات كتبتني على جذع الذكريات، ونورساً حزيناً أتعبه السفر وما زال حائراً في معنى الحياة .
بحبّ أُغمض عيني على مشهد الحياة الصاخب والأضواء …
وأدير وجهي إلى عتمة بحر ليبتلع روحي ويبتلع ما كان …