حبيبتي أعتذرُ
عن المسافاتِ الغائصةِ بوحلِ الحزنِ
عن سياجِ وهْمٍ يَفصلُنا كما دروبُ الفقد
عن حدودٍ مُسيّجَةٍ بلحمي
الآهُ حافيةٌ تسيرُ فوقَ أشواكٍ تَنزفُ صبري
عن قضبانٍ كأفعى تَلفُّني
أُسمِعُها طقطقاتِ انكساري
تَهزّني هذه العزلةُ المخيفةُ
مَعشوقتي .. حُرٌّ أنا الآن َ
حرّرَني عِطرُكِ المحتلُ الذّاكرةَ
من عبوديةِ الانفصال
و مقاصلِ الغَصّة
أسكنَني بينَ جُدرانِ ربيعِكِ
بحُضنِ إغفاءةِ صوتِكِ الخاشعِ
منذُ الأمسِ أرتشفُ مساءاتٍ جمعتُها ذات عطشٍ
من عينيك المخمورةِطُرقُها
المرصوفةِ بِنِثارِ قُبُلاتِنا
عضّاتُها على الثَّغرِ باقيةٌ
يا أنتِ
اخبّئُكِ في القصائدِ زهرةَ قلبي النّازفِ
متى اختمرَ أريجُكِ المسكوبُ على يَباسِ الشّفاهِ السّكرانة ِ
بتلاتُكِ الطّافيةُ في ثُمالتي
.تحقنُني بخَدَرٍ لذيذ ٍ
لو تعرفين!
َ حُرّاسُ الفجرِ يَشتمّونَ رائحتَكِ
القادمةِ من خلفِ أسوارِ المَنفى
الخارجةِ من فمي المترعِ بكِ
تجوعُ أشواقي حينَ أحلمُ ولا ألتقيكِ
أستغيثُ بأحاديثِنا السّرّيةِ
بقايا صوتِكِ الذّائبِ فى دمعي أُطعِمُها
تنامُ على يَراعِ الحزنِ كما الحمامُ الهادل ُ
حولي هدوءٌ عاصفٌ
زوبعةُ الحنينِ ينثرُها بوجهِ العذابِ
تعشو عيونُ تعبي
فأراكِ بيني و بيني
هنا
الرمالُ وجنودُ اللهفةُ يطوّقونَني
كما فصولُكِ الشّهيّةُ الهطولِ
وأنا تحتَ رحمةِ الاضطرارِ
ليسَ أمامي سِوى
أن أنقِشَكِ بمَدادِ شَهقتي حدَّ التّلاشي
أوّاهُ ..تُوجعُني أنظارُ قَمرِك السّادنِ
لايغمضُ عينيه
خوفاً منْ أنْ يَروكِ تضطجعين
على أرائك غيماتي
غِنْجاً ترتعشين في زَبَد ِجُنوني
تَحبَلينَ بالمطر
فتنجبيني موجةً تُلاطمُ شَفتيك ِ
يبقى يَقِظاً ،خوفاً من رنّةِ خلخالكِ
تُطربُ حوائطَ المَنفى
فتبصرُ النّوافذُ
تنهضُ المدنُ من كفَّيْ عاشقةٍ
استفاقتُها تقودُكِ لفكِّ أصفادٍ أدمَتِ
الرّوحَ و الضّجيج
ثم يَعتقلونَكِ بتُهمةِ التّحرُّشِ
بذاكرتي المُكبَّلة
يا أرملةَ العِشقِ
بعدَ اليومِ لا لقاء َ
إليكِ قبلةُ الوَداعِ تحملُها الرّياحُ كَسيرة ً
الغربانُ تُفتّشُ لَحْمي
قدْ جاءت ِالمشانقُ الباردةُ مشتاقةً لِدِفْئي
تلوّحُ لي بحبالِها المجدولةِ بالرّحيل
فلتقبّلْكِ عنّي رسالتي الأخيرةُ
تحايا وأشواقٌ مَمهورةٌ بمذاقِك ِ
و سلامي الى مَنْ أطيافُها تشيّعُني
من وجهِها الضّاحكِ الى الموت