لن يمنحنا القدر الوقت الكافي
حتى تتحقق رغبتنا الملحة
في أن نصبح رواية
أو مشهدًا في رواية
يصوغها كاتب مغمور
لتصبح لاحقًا
من كلاسيكات الأدب العالمي ..
لن يمنحنا القدر الوقت الكافي
حتى تتخلص جدتي لأبي
من خادمة ريفية نشيطة
كل جريمتها أنها تملك عيونًا
سوداء واسعة
وجبهة بيضاء تسرُّ الناظرين ..
لن يمنحنا القدر الوقت الكافي
حتى نسمع نشرات الأخبار
تحكي لنا
عن حسابات سرية أنشأها
حديثًا
رجال مال وأعمال
ومستثمرون كبار
وكيف أودعوا فيها ملايين الجنيهات
حتي يتمكن أطفال الشوارع
من إزاحة رائحة الموت
والعطن المنبعثة من أجسادهم
الصغيرة
وحتى يتمكن المسئولون
من عبور الطريق
في آمان ..
لن يمنحنا القدر الوقت الكافي
حتى يرانا صديق قديم
نجلس متلاصقين
على مقعد خشبي ملون
داخل مسرح العرائس
نصرخ ونصفق في فرح
– مثل الصغار –
ونحن نشاهد
آخر عروض الماريونت ..
لن يمنحنا القدر الوقت الكافي
حتى نرى النوافذ مفتوحة
والمدينة الهادئة
مستيقظة
والرؤوس المقتولة
– مئات المرات –
تبتسم
وتغني من جديد ..
لن يمنحنا القدر الوقت الكافي
حتى نرقد معًا
على سرير واحد
وحتى يلتقط مصورو الصحف
الصفراء
ووكالات الأنباء
صورة كبيرة
لقلبين عاريين تمامًا
اخترقتهما ليلًا
رصاصة واحدة!