هناك، في الزقاق الخلفي
حيث تنتظرني غيمة
مثقلة بالحديث ،
متلهفة للهطول على حقول الياسمين
رسمت بين أناملي
صدر الطوفان ….
فانسابت منه الأرواح …
منتشية بنديم الحروف
تتشمَّمُ عطرك
بين وهج الرسائل
وما بين وميض السطور..
صرتُ أُحلّقُ عاليا ..
أتعثر ببعض الأجنحة المكسورة
و أنا أراقص النوارس
الحبلى بالرذاذ
علَّني أفخخ الزمن
بلحظة منفلتة…
و أدُّس في جيبه بعض الحنين
كي لا تعود النشوة
السابحة بين المجرات
و لا يُلطَّخ وجه الحلم
بوحل الذاكرة..
حين أرى في دمي ما لا يُرى…
أسرق زنبقة من حديقة سرّية
و أستكشف النبض العاشق
الثمل بين شفاه نجمةٍ تائهة…
هناك حيث أغرتني بعض خطاك
بالرقص بلا قدمين…
تمايلت على ايقاع المسافات …
فتسكّع الموج في الاعماق
و أغواني البحر الممتد بيننا …
حتى اقترفت فعل الغرق…
كي لا يقلق طيفي هديرك..
كي لا يُزعِج جنوني ليلتك
و يباغت ظلي اكتمال الغسق ….