لم يكتفوا يا أرضي بحرق القلوب
لم تشبع النار
من لحم الحياة
من أضلاع المنازل
من آمال الشعوب …..
حرقونا وذرّوا الرماد في العيون….
يا أرضي
في الأوردة سنبلة باقية
ترتوي دمع المصيبة
ترتدي غصة موشحة بعرق الجبين ،
وبأعين رمداء
ترمق الخارج المطلق المكبل بأيادي الضباب….
ياللوجع! ياللآه المتهدجة في حناجر محروقة!
في حناجر مسروقة
مسروقة الصوت مسلوبة الأوتار…..
يا نهااااار
يا نهاااار أين كانت آذان الليل؟
أين كانت أعين الرحمة؟
أين كانت الإنسانية والنار تلتهم جسد الحقائق؟
هل تنطق روح القمح المترمد بشفاه الوجع الأسود
وطائر الحدأة فرد جناحيه وسع الفضاء
يعرقل خطا النور بالنار
يهدي ريشه لهؤلاء الطغاة…..
ومازلنا
على حافة الهوة ندور بأقدام الغفل
يجذبنا ظلام اليأس في أعماقها تارة
وتارة أخرى تلفنا أطواق ضياء تنادي
أن افتحوا للأمل عينا لا تغفو؛
ففي حقوله سنبلة لمّا تحترق بعد…..
أصوات وأصوات تجلجل في أثير شاجن
يبتلعها الموت بثوب الصدى
ويلعق قطرات الندى ؛
لنمضي بسوق ٍ رمضاء
كلما وجدنا للنور باباً
لوث صدأ المفتاح أيادي السعي
وسقط عنوة في الهوة الظلماء.