وحيدة في يوم ماطر تراقب دموع السماء وهي تنهمر وترتطم على زجاج نافذتها ، عرفت أن السماء تعلم بحالها . بقيت متسمرة في مكانها تحاكي المطر بصمت وتراقب زخات المطر التي تركض خلف بعضها وكأنهن يتسابقن نحو نهايتهن ظناً أنهن سيجدن النهاية السعيدة. تذكرت طفولتها التي ما شبعت منها وظلت مخبأة في خزانتها حيث كانت ترتدي فستان امها وحذائها ذو الكعب العالي وتضع أحمر الشفاه لعلها تكبر قبل أوانها وإعتقادا منها أنها ستشغل الكل بها، حينها هرعت الى صندوق ذكرياتها وبدأت تفتش عن طفولتها التي وئِدت في مهدها لأن والديها أثقلاها بعبارة ” أنت صبية يجب أن تكوني قوية وأن تتحملي المسؤولية” جمعت الصور والعقد المصنوع من الورد ومشط شعرها المزخرف بلون فستانها الا انها لم تجد طفولتها. أكملت بحثها عسى أن تجد ما يواسيها ويعيد لها شيئا من طفولتها التي تشتاقها وهنا وجدت دميتها المصنوعة من الصوف التي كانت تسرقه من صندوق جدتها فكل خيط يحمل حكاية ويختزن قصص رفاقها الذين كانوا يأتون ليشاركوها في صنع الدمى ولهذا اطلقت على كل دمية إسما من أسماء رفاقها . لكن أين هم الأن؟ سؤال لم تجد له جواب ، أخذت الدمى ووضعتها على مقعد أمام مرآتها وراحت تخبرها عن حالها وكيف مر عمرها متمنية ان تسمع منها ما يفرحها لكن وجدت الصمت سيد الموقف ولا صوت يعلو على صوت زخات المطر وكأنها ترثي لحالها.