أجر عربة ثقيلة وصدئة
تركها جنود روس
في وادٍ “قوقازي غير مأهول بالحياة
منذ عام سحيق..
عليّ أن أسحبها، وحيدًا،
إلى ميناء عدن.
هكذا تقضي اتفاقية غامضة
بيني وبين الحرب.
أنا شخص مسالم جدًا
أؤمن بكل شيء جميل
وأكفر بما يجرح الصباحات
وهذه مشكلتي على الأرجح.
سحبت الكثير من العربات قبل هذا
أقساها واحدة علقت بين
الأشجار في غابة فيتنامية بعيدة
كان عليّ أن أكتب رسالة فيسبوكية
إلى الأمريكان لإسنادي
لكنهم تجاهلوني عنوةً
وأيعزوا لمخبر يراقب الأدغال هناك
أن يقتفي أثر عذاباتي.
مررت بخلجان وبرارٍ جميلة
في رحلتي…
عبرت صدري وامضة
دون أن تقول لي
لماذا أنا، من بين كل التائهين
تحطمت “صخرة سيزيف” بمجرد أن لمستها
لأنتقل إلى مرحلةٍ تالية:
“سحب مجنزرات من بقايا حروب العالم ضدي”.
يا الله.. أرى سحب تركيا تبتسم لي
وناحية الشمال سماء موسكو ترقص مع الكرة
قلبي لم يعد بحجمه المعتاد
وأنتظر عرس بالونات من دمي!
كيف قلت هذا؟
لابد من الوقوف عاريًا على جبلٍ هندي
أحفظ اسمه جيدًا
علمنيه “آدم” البارحة، حين زارني في مخيمٍ ليلي،
(إنها تميمة لن أكتبها، كما ان الاتفاقية تقتضي ذلك)
كما حذرني من قرود ليلية
تخرج بين الحجاز واليمن
وفي بقاعٍ أشار إليها بعصىً كثيفة الشوك
على خارطةٍ رقمية في الأفقية المنهارة.
الليلة قبل الماضية،
تطوّع “سيزيف” نفسه
ليشرح لي كثير من تعقيدات “جر العربات” في تموز من كل عام
هو الآخر حدثني عن لغز الصخرة
وعن “السيزيفية” كمذهب جديد
لم ينتبه له الناس، في قريتنا.
“سئمت الكتابة يا سيزيف”
عبارة وحيدة -لا قبلها ولا بعدها-
قلتها ومضيت أسحب عربة القوقاز
والوقت فجرًا وقلبي مساءً
وكيف أن عفريتًا قفز -من صفحةٍ مموهة
هاربًا من “أباتشي” الكترونية
طاردته في الشعاب والوديان
أخذ يقنع “نبي العذاب الجميل”
أن حكمًا أنانيًا طالني بقسوة
وعليه أن يطرح على “الرب” -الذي يعرفه
“صيادو الوبر السيبيري” جيدًا-
تظلمًا عنوانه: “نظرة منك إلى الفتى
يا رب السيزيفيين”.