أنا الأخوة، باعوني
و في الأعياد و المناسبات
يتذكرون
صلة الرحم و العقاب
ما أقسى أن يصبح الأخ ثقلا،
وأن يغتال دفء الدم بأظافر باردة.
لم يخذلني الغريب يوما،
بل من تشارك معي الملح،
وتربى على ظل قلبي.
أعدموا الأخوة دون رحمة
ونسوا ما نص عليه الإسلام
وحث عليه الرسول الكريم
نظروا إلي ليس كأخت أو أخ،
بل كعائق في طريق أطماعهم.
وأي طمع هذا يجعل من القلب بئرا بلا قاع؟
غسلوا قلوبهم بماء المصالح،
حتى غابت معاني الرحمة،
و أصبحت العشرة رقما يضاف إلى سجل المغانم،
و غلفوا ضمائرهم بورق النفاق،
جميل المظهر، فارغ من المعنى.
لم يصرخوا “أين المروءة؟”،
بل رددوا بكل حقد:
“كيف نكسب أكثر؟”
ونسوا أن الدم حين يهان،
لا يغفره الزمن، ولا يطيبه اعتذار.
فهل بقي للأخوة وزن في زمن تساوت فيه السكين و الابتسامة؟
هل هناك من يشبهنا،
لا يبيع و لا يشتري الأخوة
في سوق القرابة؟
ها أنا اليوم أخيط جرحي بخيوط الكبرياء،
لا أبكي، لا أعاتب،
لكنني أقف بعيدا،
أرمق بقايا الأخوة وهي تتحلل في صمت
تحت شمس الحقيقة.