فلسفة حياة/ بقلم:عمر القيفي

لا شك بأن الإنسان عاجزا تماماً عن

إيجاد حلًّ نهائي لكل الظواهر الطبيعية

في هذهِ الحياة ، لكنه مع كل هذا العجز

يحاول جاهدا أن يظهر بصورة مغايره

مدعيا أنهُ وجد الحل كي يرضي نفسه .

دوافع فسيولوجية مرتبطة بأمزجتنا

تجعلنا أحيانا نتصرف كالحمقاء بتصرفات

غريبة حتى ونحن نعلم يقيناً إننا على

خطأ .

الإنتقام ، العفوية المطلقة ، الطمع

الأعمى ، الغضب ،  الشهرة الزائفة ،

الجاه أو المنصب  ، كلها أمور مقيته

تتحكم أحيانا بتصرفات البعض وتخرجهم

عن جادة الصوب حتى توقعهم في

مشكلة كبيرة لا سمح الله ، أو تجعلهم

يرتكبون مصيبة قاتلة أو فاضحة .

قلة قليلة من العقلاء ، وأصحاب الكياسة

من ينتبه لذلك فيسارع لرأب الصدع

وتدارك الخطأ ، والبحث عن حلول

قبل وقوع المشكلة حتى لو كلفه ذلك

الإعتراف بالخطأ والإعتذار منه ، وإصلاح

ما أفسد بإرغام النفس الأمارة بالسوء

ارتداء صفة النفس اللومة ، ومن ثم

إصلاح ما أفسدت وجبر الضرر بكل

شجاعة وصدق .

جل مشاكلنا في هذهِ الأيام تنحدر

من هذه السلالة من المشاكل الذي

يكن سببها تافه وحقير .

فلسفة الحياة تخبرنا أننا بشر معرضون

للخطأ ويشوبنا النقص ، وما الكمال

المطلق إلا لله وحده ، لكن لم يزل

هناك كثير من البشر وبالذات في سن

الطياشة في بواكير شبابه ، أو البعض

من الكبار ممن أصابه الجهل  المركّب

والكبر المقيت والذي يرى نفسه معدن

نادر يختلف على كل البشر لا نقص

فيه ولا خطأ ، هم وحدهم لم يزالوا

يعتقدون أنّ الخطأ لا يكون إلا في

غيرهم فقط .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!