فى لقائنا الأول / بقلم : مُحِبّ خَيْريّ الجمَّال

 

كنتُ أرتبُ هتافات الريح،

أُغرى رائحة الطين أن تستقيم على شفتين من عويل

وأكاليل مهملة تطل من ثقب تراكم

كآه شاخت من ضوضاء العتمة

وأنتِ تخطرينَ كمُزاح فى منتصف حياكة الدهشة

تحتسينَ البيانات وأنتِ على عِلمٍ بشهقة الشمس

وهى تتبضعُ جثةً فى ورقة الأسئلة

يبدو الأمر أكثر ارتباكا

وأنتِ تُعدينَ العشاء الأخير على مائدةٍ متخمةٍ

برماد البحر وايقونات الورد المسخن بالصراخ

منذ يومين،

تحسستُ مواطن الوحدة

نحتُ قِصصًا يابسة وعلقتٌ لوعة كثيفة

حول ظمأ الشارع

مدًتُ يدى لاستشارة الرمل وعادت خائبة

تمتصُ أصابعها كطفلٍ فقد لعبتهُ منذ آخرِ حربٍ

متخمة بطغمات الملائكة،

أفهمُ تماما أن لا مكان يتسع لى

غالبا لن يحالفني المطر هذه المرة

لن تَترك الصحراء مكانًا لنبتةٍ بهية

تتظاهر بالنومِ فى حضنِ دخانٍ عتيق

على وشك القيام من وحدتةِ الواهنة

 

فى لقائنا الأول

استبقيتُ كومة من ساعات الرحيل

وخطايانا المباركة من كهنةٍ هزهزها بريق الخوف

لن أحظى بوطنٍ يتشكًلُ غالبا وأنتِ تَقفينَ

على أبوابٍ موصدة خلفها ألف فأس ومشنقة

هناك من يرتب الحكايات والقضايا

ويطلقُ بعض النكت السخيفة إذا لزم الأمر

 

فى لقائنا الأول،

كنتُ اتعلم البكاء جيدا

استعيد نشيد الصف الأول

واغافلك فى درس الرسم بساري أقل إيلاما

أصنع بروازا من صوف الخيال

حتي يَعشَبَ جلد النقصان

يفيض على شفتيكِ كنهرٍ من كوثر

يخرج من القلب المثقوب

القلب الذى يأتي طواعية وأنتِ تبدلينه

كعلبة مساحيق مهملة فى ركنٍ ما في هذا العالم

 

فى لقائنا الأول

آيل فى بلد يخبيء إتكاءة القيلولة

فى الخطاب الوطنى

فى حليب الأمنيات الخائنة

فى الحلم المأمل وسمار خبز يتكحل بالتراب

فى رديف الأحبة،

فى سقفٍ مزدحمٍ بشقوقِ إلانتظار

أصنعى لى معروفا

شيء ما يقترب

وأنا على وشك الرحيل،!!

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!