قلب الأم/ بقلم : محمد عكفي

أصوات كالرعود ،

صواعق تضرب الأرض

فتهزها هزاً كهز الزلازل ،

دب الخوف في القلوب ،

بدأوا يتفقدون بعضهم البعض بالأصوات،

فهم في ظلام دامس.

إفتقدوا كريم ،

كريم؟

كريم؟

تذكرت الأم أنه استأذنها للذهاب لبيت الجيران ،قبل هبوب العاصفة ،

همت الأم بالخروج للبحث عنه،

فتمسك بها البقية

لا… لا… لا مجال للخروج،

فالعاصفة لازالت مستمرة.

ضمت صغارها إلى صدرها وقلبها مع صغيرها الغائب ،

تجمعوا تحت سقف المنزل المتهالك كتهالك ساكنية ،

بقيت الأم تتمتم بدعواتها لكريم ،

وأصدق الدعوات دعوات الأم

الكل لايتمنى شيئاََ غير النجاة،

فمن هول ماعصف بهم أنساهم فقراً وجوعاً وعوز ،

وما من نجاة ،

فما هي الا لحظات حتى ضربت سقف منزلهم صاعقةٌ مدمرة

لتمسي جثثهم تحت الركام مدفونة .

في هذه اللحظات المرعبة

بدأت العاصفة بالهدوء، لكنها لم تتوقف.

كان أول الواصلين كريم صاح وناح من شدة الفاجعة أمي ، إخواني، جدي ، جدتي لامجيب على صياح الصغير

فالجميع تحت الأنقاض متفحمون

عيناه ترى سواداً لا بياض فيه،

ماتت كل حياة فيه وهو حي.

جاء الجيران على نياحه،

ضمه احدهم إلى صدره ،

هدأ لثواني لكنه سرعان ما انفجر بالبكاء،

فصدر الأم لا يشبهه أي صدر آخر

وكل الحنان يعوض إلا حنان الأمهات

صدم الصغير وبعض الصدمات

تبقى مع صاحبها مدى الحياة.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!