أصوات كالرعود ،
صواعق تضرب الأرض
فتهزها هزاً كهز الزلازل ،
دب الخوف في القلوب ،
بدأوا يتفقدون بعضهم البعض بالأصوات،
فهم في ظلام دامس.
إفتقدوا كريم ،
كريم؟
كريم؟
تذكرت الأم أنه استأذنها للذهاب لبيت الجيران ،قبل هبوب العاصفة ،
همت الأم بالخروج للبحث عنه،
فتمسك بها البقية
لا… لا… لا مجال للخروج،
فالعاصفة لازالت مستمرة.
ضمت صغارها إلى صدرها وقلبها مع صغيرها الغائب ،
تجمعوا تحت سقف المنزل المتهالك كتهالك ساكنية ،
بقيت الأم تتمتم بدعواتها لكريم ،
وأصدق الدعوات دعوات الأم
الكل لايتمنى شيئاََ غير النجاة،
فمن هول ماعصف بهم أنساهم فقراً وجوعاً وعوز ،
وما من نجاة ،
فما هي الا لحظات حتى ضربت سقف منزلهم صاعقةٌ مدمرة
لتمسي جثثهم تحت الركام مدفونة .
في هذه اللحظات المرعبة
بدأت العاصفة بالهدوء، لكنها لم تتوقف.
كان أول الواصلين كريم صاح وناح من شدة الفاجعة أمي ، إخواني، جدي ، جدتي لامجيب على صياح الصغير
فالجميع تحت الأنقاض متفحمون
عيناه ترى سواداً لا بياض فيه،
ماتت كل حياة فيه وهو حي.
جاء الجيران على نياحه،
ضمه احدهم إلى صدره ،
هدأ لثواني لكنه سرعان ما انفجر بالبكاء،
فصدر الأم لا يشبهه أي صدر آخر
وكل الحنان يعوض إلا حنان الأمهات
صدم الصغير وبعض الصدمات
تبقى مع صاحبها مدى الحياة.