للمغارة بابان / بقلم محمد سالم

للمغارة بابان

واحدٌ عليه جثة بومة

وآخر

فى منتصفه خرزٌ أزرق

يرسم كفاً

هل تبادر لذهنك أنهما يطلان على شارعين مختلفين؟

غلط

إنهما يؤديان إلى شارع واحد

الذى أعلاه جثة بومة يطل مباشرة على الشارع

فى منتصفه يدٌ خشبية مضمومة الأصابع ومثنية

أما الذى يتوسطه كفٌ أزرق منفرج الأصابع

ففاصل بين ردهة وممر يؤدى إلى الباب الذى على الشارع

أو لا يؤدى

لن نتحدث عن الشارع كثيراً

أيامنا المعجونة بترابه بالتأكيد تكتب تاريخها الآن

أو

كفت عن الثرثرة وتطبخ التاريخ للقطط ممزوجاً بسمك طازج

وأما الردهة

فليس بها أثاث غير سجادة عجيبة مزركشة بأقدامٍ

كل أثر قدم كأنه بئرٌ عميق

هذه الردهة تربط بين حجرات كثيرة كلها مغلقة

لكنك كلما رأيتها قلت لنفسك:

أنا رأيت هذه الحجرات من قبل

وتُجهد ذاكرتك فلا تصل

الحجرة التى تحاصرك جدرانها، أكثر غموضاً

حجرةٌ تشبه ( كودية زار )

فى جيدها ( شخاليل )

تمسك قطع قماش مختلفٌ ألوانه

وتدور

بينما يتدلى على صدرها (ودع) صغير،

كل (ودعة) مثقوبة عند منتصفها و ملضومٌ بخيط

دعك من الجماجم المعلقة

ولا تضع يدك على الحائط فتسود

وإذا حالفك الحظ

واستطعت أن تجد علبة ثقاب على الجانب الأيسر من قلب الحجرة

فلا تشعل فتيلاً

زيته مسممٌ يا أخى

ويا أخى

ان استطعت أن تصل

بعدما وصفت لك الطريق جيداً

فاذهب على الفور

واردم الحفرة

التى

تصعد منها الكوابيس كل ليلة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. محمد امين صالح

    الله عليك يا محمد وعلى هذا النص المدهش المشحون بخبرة الكتابة وخبرة الحياة والذى ما ان افرغ كم قرائته حتى اعاود القراءة مرة اخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!