قيل أن الليل ونيس العاشقين،
فلماذا ليلي كلما اقتربتُ منه هرب إلى الصباح؟
كأنّه يخافُ دفءَ قلبي. أو يهربُ من سكوني إليه.
كلّما مددتُ له حنيني. ردّني ببردٍ لا يُطاق.
أُحادثه كمن يُنادي حُلماً.
فلا الحلمُ أجاب. ولا الليلُ أصغى.
كأنّ قلقي يملأه ضجيجًا.
وكأنّ روحي ثقيلةٌ عليه. لا يقوى على حملها سكونُه.
أدنو منه بذكرياتي.
بأسماءٍ خبأتها في صدري.
بعيونٍ ما زالت تعيش في رمشي.
لكنه يبتعد، كأنّه يعرف أنّ العاشق إذا أخلص… أوجع.
فيا ليلي.
أما تعبتَ من الهروب؟
أما سئمتَ من كوني ظلًّا يلاحقك دون مأوى؟
دعني مرةً. فقط مرة.
أُطفئ فيك نار الحنين… دون أن تحرقني.