لم اقصد يوما أن أموت
أنا التي ربيت التفاصيل في حزني
بعناية فائقة أربت على كتف الوجع
بما أوتيت من ضجر
أتقدم نحو الوراء
كل ما حصل أني لم أعد أحتمل وجودي معلقة
على جدار متحف أسرف في نسياني بين أتربة الوقت
المتكدسة في أوردتي بين الأمس
و غليان السؤال
حول المعنى في المعاني
أنا احدى تلك النساء اللواتي يخرجن
من جداريات الفسيفساء ببهاء أوجاعهن
في زوايا الصقيع المعتمة
بين ضراوة أسنان الوقت
و منمنمات الرسم الدقيقة
التي تنأى عن أنين عيونهن و تلوذ
برعشة الظلم بين أصابعهن المنحوتة
بدقة وقياسات مثالية
بنصف ابتسامة لنساء مخمليات بنكهة الفانيلا
يتربص الغبار بملامحهن المثالية
النساء المحنطات في صناديق زجاجية
تحمي أجسادهن الباردة
بينما يواصل النحات شغفه في تقليم أرواحهن بازميل
و مبضع بمهارة محترف
يتوق لصياغة الأسى
انا هناك احدى التماثيل المعلقة
قرب تمثال الزباء الغارق
في عيون غيابه
عند التقاء الضوء المستعار مع كوة العدم
بين رمزية الجمال و مواعيد البكاء
بين صمت السكون ورهبة المكان
تبعث على قشعريرة تسري بين اللون و الروح العتيقة
بحرفية تجادل التاريخ
الذي يفرغ ببراعة من فحواه
ما كان على أن أتوقف عن ممارسةالحياة
المغلقة على الغد
المكدسة في العدم
الأمل ليس حفنة من وهم
تبعث الغبطة في السريرة
ليست استنهاض الفجر من السراب
من حنايا كذبة مغلفة بشريط حريري
كتب عليه بتقنية و أناقة
هذه هي الحياة ،هكذا
ودون أن أدري
سقطت بين أجنة الظلام في أعلى نقطة للهزيمة
عند خروج اللون عن انسيابيته المعتادة
في تتالي الوقت بلا جدوي و انعدام المعنى
توقف قلبي عن جدواه
أصبح عاطلا عن النبض
ينذر نفسه للتلاشي بعد أن استوطن
برزخ الأحياء … ….
مها دعاس سوريا