الحلم يقهرني كلا شئ
يصيبني بالدواخ كبسمة جافة من حبيبة مسعورة بعضة مستقبلٍ بعيد
إنني فاشلٌ وغير حقيقي في بكائي
هذا مايقوله لي المستقبل على الدوام
ماذا بعد ؟
لقد فشلنا جميعاً
حتى أنتِ أيتها الذبابة الوقحة التي تزعجين الآخرين من حولي على الدوام بطنينك المؤذي
تفشلين هذه المرة في إزعاجي
صدقيني لم أعد أكترث لكِ
ليس لأنك خفيفة الوزن ووقحة كالأذى
بل لأنني هذه المرة كبرت كجرح الأنبياء
أيضاً لم أعد أكترث لهذه الذبابات المتكرشة والثقيلة الوزن التي ترتدي ربطات العنق الأنيقة
في مجلس الأمم المتحدة
هذه التي تحاول أن تخفف من طنينها المزعج
والتواجد في أماكنٍ نظيفة ومرموقة
على العكس من تلك المستنقعات والبالوعات التي كانت تتواجد فيها طوال الوقت
لم أعد أكترث لك الآن
لقد فشلتِ في إزعاجي
وفشلت أيضاً في جعلي أبدو قلقاً كبطن منفوخة أصابها المغص .
ماذا بعد أيتها الذباب ؟
لقد فشلتِ أيضاً في خنقي
أنا حرٌ كما الآن
أحلم بالتسكع عاري الروح عند مداخل مدينتنا
وبمص شفتين متعانقين حتى آخر رشفة
أحلم
نعم
إنني بسيط
أحلم بدموعي مرة ثانية بعد هذا الضياع
أحلم بوطن نظيف كأنف مناظلنا الجميل جيفارا
بمدينة مملؤة بالفاشلين أمثالي
أيضاً أحلم بمؤمن جديد تخلو أظافر أصابعه الطويلة
من سائل التغوط اللزج
ومن الأوساخ الدنيوية .
ماذا بعد ؟
لا بد أن أقترف حل بسيط كي أنجو
لا بد ذلك
كي يكون لي وجهٌ طيبٌ يليق بظهوري أمام الجميع
لا بد من معانقة ضياعي بلا رحمة
لا بد من الرقص على كل شئ
حتى على نفسي هذه
الرقص وحده من سينقذني في ليالي البرد والتشرد من هذا الجحيم .
ماذا بعد
أيتها القدم الحافية كبسمة الشياطين ؟
هذه الحرب الطويلة كالغياب
تؤلمني بشدة
أكثر من ذلك تؤلمني الطرق الفرعية والمنعطفات الخطيرة !
يؤلمني الحنين المسرف بوحشية في خنقي
ماذا ؟ !
لم يبقَ شئ أحلم به الآن
سوى أن أجد مكبرات لدموعي المالحة هذه
كي تعرفوا كم أنا حزينٌ حتى على نفسي هذه
وعلى هذا الوطن الذي تعرفونه أنتم
أبكي كأن ذلك يحدث ضمن روتين يومي
أبكي كثيراً
وأحياناً لا أنتبه .
ماذا بعد ؟
منتصف الليل ليس سوى للرقص
والبكاء على العالم البسكويتي الهش
ليس سوى للكفاح
ماذا بعد ياطهطاوي ؟
يجب أن ترقص الآن كشفرة موس الحلاقة بلا رحمة
أي تجتز كل شعرة تحاول إيقاف مرورك
يجب ذلك
ووخز الجلد الذي ليس له سطحاً أملساً
حينما تمرُ عليه شفرتك الحادة .