-في اللحظةِ الّتي فتحتُ عينيّ فيها لأوّل مرّة بعد أن خرجتُ من رحمِها لم يمنحني العالمُ رؤيةً واضحة، أمّي من فعلت.
-في الخمسِ سنوات الأولى من حياتي، كنتُ أنطق حرفَ السين ثاءً، والرّاء لامًا، في ذلك الوقت.. علّمتني أن أتلعثمَ قبل التفوّه بأيّ كلمةٍ كذبًا قبل أن تعلّمني اللفظَ الصّحيح لهم.
-حين صفعتني فاجعةٌ وقلتُ إنّني لن أتمكّن من المشي على قدميّ مرّة أخرى، كذّبني إيمانُها وملتُ إليها حتّى استقامَ ظهري.
-لم تكن تحبّ القراءة أبدًا، لكنّها لم تفوّت لمرّة واحدة قراءة ما كنتُ أخطّه على الدّفتر الأصفر الصّغير وأتركه لها كلّ ليلة.
-في سنّ الحادية عشر وضعتْ أمامي مرآةً وقالت لي: من هنا ترين وتحاسبين نفسَك، لا من عيون البشر وأفكارهم عنكِ.
-ورثتُ عنها الأنوثةَ والشّراسة، جعلتني أدركُ متى أبدي لُطفي ومتى أكون أكثر الكائناتِ البشريّة حدّةً وتمرّدًا.
-علّمتني أن أُحبّ الجميع والموسيقى والحياة، أن أتبعَ شغفي وألّا أُخفي شعورًا يعتريني، علّمتني أنّي الخطّاء والمُحاسِب الوحيدُ لي على هذه الأرض، أنّي الطّريقُ والسّائر في الطّريقِ والوجهةُ والنّهاية معًا
هي وحدها من دفعني لأكون بطلَة حكايتي
هي وحدها من أحبّني دون أن تُشعرني بأنّي مدينةٌ لها بأيّ شيء.
#ماريا….رحمها الله