مباغتٍ / بقلم : عباس رحيمة

مباغتٍ

أداعبك بكلامٍ مباغتٍ

تصغين لي بذهول

وكأنكِ لم تسمعي رجلًا كهلًا

يصدرُ منه كلّ هذا الصهيل من كلماتٍ

كأنها خيولٌ جامحة تدكّ  بحوافرِها على

أرضِكِ التي لم يَطئْها أحدٌ من قبلُ

 

سأضع  حبةَ  عنبٍ  على نهديك وألتهمهما

يا طماع…

أما يكفي واحدةٌ ؟

قلت: تلك لها طعمُ الحليب المحلّى بالعسل

وهذه لها طعمٌ  يُصْنَعُ منه نبيذٌ

كي تسكرني بلذّةِ  العشق ،

مرةً قلت: لها وكأني أحلّ كلماتٍ متقاطعةً على جسدها وهي مستلقيةٌ في حديقةِ المنزل

 

سأقطع هذا الجبلَ متسلّقًا  إلى النهاية ،

وأمسك قمرًا  يخبئُ أرنبًا .

قالت: وكم يستغرق هذا ؟

ربما كأسًا أو كأسين من النبيذ وتحمرّ وجنتكِ

وآخذك على غفلةٍ وأفرشُ الخرائطَ وأدرسُ الطرقَ المتشعبةَ الوعرةَ في جسدك وأقبضُ على معولٍ وادقّ الأرض وأبسط التلال ليكونَ كل شيءٍ في المنال ،وإذا عطشت أدلو دلوًا  وأغرف ماءً عذبًا كالزلال ،أعرف متيقنًا إنه يهدر لأنه وبمجرد سماعك حديثَ المجنون ،هو كلام سمعته ،عليّ أن أجربه بالفعلِ أسمعني صيهَل قلبك فارفسْ دلو البئر ،واقبضْ على فأسك وأزلِ العشبَ النابت ليتسنى لك رؤية طريق وأنت تتسلقُ الجبلَ لتصلَ الى القمة وتقطف الثمرة.

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!