من ذكرياتِ طفولتِنا البعِيدة
<النُّورِيُّ >…الغَجَر
كان فقيراً معْتزاً بفقْرهِ
يخْدِمُ في جيْشِ الثِّقَةِ بالنَّفس
ينطَلِقُ كالنَّسْرِ
لا يَلْوي على ما يُؤَرِّقُ المظْلومين
كان طبيْباً في فَنِّ الحياة
اكلِيْلُ ورْدٍ حزِين يُطَوِّقُ عنقَه
اينما ذَهَب
مارِدُ القامَةِ
لا اعْلَمُ غَوامِضَه
لا قُدْرَةَ لِعَقلٍ ان يسْتَوْعِبَ
هذا الجُمودَ والنُّبْلَ والعَصَبَ النَّابضَ بالكَدْح
نارُ الكِيْرِ تتَوَهَّجُ في عيْنيه
وادواتُ الحدِيْدِ والصُّلْبِ
تنحَني امامَ هامَتِه المُتَاجِّجَة
لاينهارُ ابداً
كجَبَلٍ من صُلْب العَزِيْمة
انَّهُ يحْفُرُ في الزَّمَنِ دهْلِيْزاً
يؤَدِّي الى النُّور
ينْتَشِرُ بذِراعيْهِ المبْسوطَتين
كزَيْتونةٍ واسِعة
انَّهُ الانسانُ في عِزَّتِه
مخْلوقٌ يتوْقُ الى المُسْتَحِيْل…!!