من رواية جديدة للروائي السوداني صديق الحلو بعنوان (رقص الذئاب) عن الحرب السودانية.

اغتسلت كوستي بالمطر. دائما ماتفعل كوستي ذلك. استقبلني آل حماد بترحاب وافر. سالوني عن بحري وشرق النيل. ونحن نشرب القهوة. بعد وجبة سمك فخمة.
الام بخيته بنت الحاج حماد سدرين لاتعرف التثاؤب.
قالت لي حدثني كيف كان ارتحالك؟
وكوستي تحييني اشجار نيمها. زرعت قلبي علي شواطئها. الهيام واسع. والامل كبير.
كانت الخالة بخيته
تنشغل بتثبيت الذكريات وهي تركز
عصاة النواميس وتحكي لي عن اشتباكات الهوسا والنوبة في كوستي
واللحظات تضئ وانا
انصت الي صوتها وهي تدندن المديح
عن النبي (ص) والفتي المهدي الامام. وتردد الجدران الصدي تذوب ارواحنا ولها. تجني ثمار النبق والليمون والبلح من اشجارها الوارفه..
وبالليل تصوصي القنافذ. تلعب القطط. والطقس كله يتواطأ حلما وهما وتمني. تتحرك الصور تبين ثم تختفي. مشاهد قديمة.مشاهد رتيبه. وبعضها اثير للقلب
ابنها الصغير من العارفين. يتبادل معها قول الشعر والامثال والحكم.
ويردد:
وهناك اسراب الضحايا النازحون…
ملؤوا الطريق…
وعيونهم مجروحة الاغوار. ذابلة البريق.
يتهامسون. وسياط سفاح تسوق خطاهم
ويغمغمون. تمشي الملايين الجائعون مشردون. والمعتدون
يقهقهون ويضحكون.
(درة).. مازالت محافظة علي القها القديم.
قالت الخالة بخيتة بنت حماد سدرين.
ان كتراية العظمة. طريطر. والوساع. تذكرنا بعوالم الطفولة المطلة في فضاء الذكريات. عوالم حميمه من البراءة والنقاء. وذلك الصفاء. واستعادة تذكر الزمن الجميل صعبة للغاية.
صور لاتمحي وهي التي لازالت تشكل عوالم جميلة من الايحاءات. امتلانا من الدهشه والنشوة.
ونحن نسعي من بحر علوم الي عد درة. ومن ام دهيسيره الي ام اراك. اغسل وجبهه حتي نبقاية وضاحية لبن.
الخوف من انطفاء زمن الطفولة. ونحن في ظمأ دائم لايرتوي. قالت الخالة
بخيته انها ترثي لجيل يأفل وقيم تسقط انها الحرب.
سقطت الاحلام. ودخلنا في شرانق الكآبة والانفاق المعتمة. والعالم من حولنا يهيئ المناخ لهزائم كثيرة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!