من يعيد هيبة الحياة/بقلمصالح العطفي( اليمن )

ليس مهما أن نفقر ونجوع فأن مع العسر يسرا . وهذه سنن حياتية ، وبقاء الحال من المحال.
لا يهم أن تعيش في عشة ، أو خرابة ، فلا محالة إن حياتك ستتغير من حال إلى حال .
لا يهم أن تستدين ، فغدا يغنيك ربك ..
لا يهم أن يموت الناس من الجوع ، فهي سوف تعلم من بقي حيا أن أرض الله وسعة .

ولكن حين تسقط القيم فلا محالة إنها الهاوية حقا .
حين يتعالى الابن على أبيه لأنه أصبح ذا مال ، أو ذا منصب ، وجاه ، فهي الطامة ، فتراه يأخذ مقام أبيه حتى في الجلسة ، ويطلق عنان طيشه وبهرجته ، فتراه يأمر أبيه أن يناوله شيئا كان بالأجدار أن يقوم هو بأخذه ، وتراه يسكت أباه ، ومن هو أكبر منه سنا ظانا أن الحياة قد أودعت فيه عصا الجاه والحكم ….

من يعيد قيمنا المهدرة ؟
ترى في الشارع رجلا كبيرا ويحين يقف الباص لا ينزل من هو صغير كي يركب هذا الأب والرجل الكبير ، بل يحشو نفسه في مؤخرت الحافلة ويظل الشاب واقفا يتأمله ويركب هو في مكان مريح .

ترى الأستاذ يضرب في ساحة المدرسة فلا تتغير معالم الحياة من أجل شرف المعلم ..كأن الفعل مبن للمجهول فيظل الطالب في صفه ، والمدير في إدارته ، والوزير في وزارته ، وكأن ذلك الفعل فعل عدمي غير موجود ، ولم يحدث !
تصاب الحياة بالعمى ولا نقيم لذلك وزنا !

من يعيد القيم في كل شيء ؟
في حفلة الأعراس المزيفة …
والعزاء المترف في قاعة مترفة !

من يعيد قيم المثقف ؟
الذي يقفز من مائدة حزب وثورة ، ويحرق كل كتبه القديمة …انظر حولك فقبل أعوام كانوا هنالك ، وصاروا هناك واليوم هنا يقدمون ولاءهم لصاحب الكرسي الجديد !

من يعيد للشارع ، والمتنفس والبحر طهارة المكان ، وأنفس الناس صارت مجمع قيح .

من يعيد قيم الاحترام والاختلاف ، والتسامح ، والاعتذار ؟!

أرأيتهم أنسان يعتذر اليوم بحب وصفاء ومودة ، دعك من قاتل رأى مشانق الموت فقدم اعتذارا سمجا .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!