نحن والحرب/ بقلم : مها قربي ( سوريا )

( )

تعشش الحرب في تلافيف الذاكرة

تمتدفي أفق من وهم وحقيقة

وترحل لتنشد ضالة أخرى

فتمطر الروح وابلاً من وجع

……………….

الحرب في ذاكرة طفل (١)

منذ الصباحات الاولى …من زمن

والحرب تلون زجاج النوافذ بالأزرق

صافرات الانذار الكاذب تعلو لنعتاد سماعها

وفي لغة الكراريس الصغيرة

الحرب أناشيد الطفولة في المدارس

كأنها تراتيل الصباح الجميلة

من أجل حرية

بلاد العرب…موطني …حماة الديار

قسماً بالنازلات….فلسطين نادت ..بلادي بلادي و…..و….

الحرب في بلادنا ذاكرة طفل لم يحتلم بعد .

……………………

الحرب في ذاكرة عاشق(٢)

في الحرب …ليس ثمة أحلام مسموح

أن تتجاوز حدود السرير

الحرب تحدث ….عندما يبوء العاشق بأسرار فراشه للأعداء

الحرب ثأر لعار عاشقة

هربت ذات ليلة مع الحبيب

الحرب لغسل العار والانتقام والثأر

…………………

الحرب في ذاكرة أم الشهيد.(٣)

 

الحرب ليست نيازكاً تتهاوى أو شهباً تستطع في احتفال رأس السنة

الحرب ليست أغنياتٍ لفيروز وجوليابطرس وأخريات

ولا خطابات للسيد تنبىء بالوعد الصادق

الحرب ضجيج المآذن وأجراس الكنائس

والراكضون  ….الهاربون من قذائف القتل وقناصي الشوارع والسيارات المفخخة

في الحرب لاوجه لأم غير أم الشهيد

ولانحيب إلاعلى الجثث المكدسة

في الحدائق والطرقات والساحات

الحرب مواسم لتشييع الجنائزالملفوفة بالعلم وأصوات زغاريدالثكالى

الحرب انهيارات تكسرت عند عتبات الهزائم

فاستحالت الأحلام

قصاصات ورق ….ثم طارت في الهواء

……………………….

الحرب والجغرافية(٤)

الحرب جغرافية الحدود الممزقة من فتن

والعروش الساقطة من خيانات

وصفقات القرون

الحرب تغير وجه الأماكن والحدود

تستنزف القرابين ضحايا

أمام مذبح الموت

ما عاد للأسماء ألقابها

فلا اليمن سعيد ولا دمشق فيحاء

ولاتونس خضراء ولا بغداد حاضرة

ولا القدس عروبتنا ولا لبنان باريس الشرق ولا مصر قلب العروبة

ولا….ولا….ولا..حتى آخر الشرق والغرب

الحرب حلم قوضته أنياب الذئاب

………..

الحرب في الفن (٥)

الحرب ليست مسرحاً لممثلين يتراشقون الحجارة

وليست لمن يدعون انهم من الفايكنغ

الحرب ليست أوراقاًولا مدوناتٍ أو كتب

الحرب محابرمن دم

وروث أحصنةٍ هرمت فاستحقت

رصاصة الرحمة

……………

الحرب والتاريخ (٦)

الحرب غيرت  تواريخ المواثيق المعلبة

واستبدلت تاريخ الصلاحية

بمزامير علقتها على جدران هيكل

مزعوم

 

………………………..

الحرب في تفاصيل الحياة(٧)

لم تعد الحرب هامشاً في حياتنا اليومية

فالحرب من أجل الخبز والزيت والسكر

من اجل حليب الاطفال والدواء

من أجل العيش الكريم والبطون خواء

هي انتباج اليأس..هي صرخة الفقراء

هي الفساد والأيدي الملوثة بقهر الناس

 

………………..

الحرب والاعلام(٨)

متخمة شاشاتنا الفضية والملونة بدراما الوجع.. و أنّات الجياع

قتلتنا وحشة القهر

فتوحدت ألواننا وهمومنا

في الحرب تنصب الصلبان المقدسة لتعلو على أوتادها جثث الضحايا

مقطعة الرؤوس والأيدي من خلاف

الحرب ميدان الرذيلة

هي اغتصاب فرح الطفولة والأرض والخيرات

الماء والنفط وسنابل القمح

اغتيال رجال الفكر والعلماء

الحرب لا تهادن ولا ترحم

تغتصب الذكورة والنساء

تمتهن تقطيع أوصال الصغار

تحريمٌ و تجريمٌ

إحلالٌ و هدر دماء

قتلٌ وتشريدٌ وحرق

الحربُ تاريخ الخرائب والدمار

 

…………………………

الحرب في ذاكرة الوطن (٩)

الحرب وطنٌ عائدٌ من رحلة صيد

لم يكن فيها أكثر من طريدة…

ما بين الحرب والحرب… يصير الوطن رقعة شطرنج

وما بين الأبيض والأسود تصير الأحلام بيادق

يحركها حكّام العالم وفق الحاجة

 

للموضوع تتمة قد تنقذكم من هم الحرب

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!