تركتُ نسختي الأولى في بيادرِ الحصاد
هناكَ عند التلَّةِ الغربيّة
تحرسُ بقايا الوِداد
وتلوِّحُ للشّمسِ عند الغياب
تركتُها غُصنًا صغيرًا… صارَ قوتُ المدفآت
تركتُها طوبًا وطينًا باتَ كوخُ الذّكريات
وضحكةً تَخلَّقَت في مَدفَنِ العذاب
تركتُها فراشةً تعانقُ الحقول
وتنثرُ الكُحلَ على السّنابل
خبّأتُها في مغرَسِ الجذور
في حسرةِ الأنَّاتِ النّجيَّة
في خُضرۃِ الزّيتون والصّنوبر
يستقيانِ منها الوفاء
في الصّيف والشّتاء
هي نُسختي الأصليّة
ونسختُني أسعى شقيًّا في ابتلاء
