لست مهتما بكِ هذه الليلة
ولا يعنيني العالم أبدا
لدى افكار أكثر من الإهتمام بأمور الحب مثلا،
فأنا لا أحبك!!
ولا أحب هذا العالم ولا أحب الذين يحبون العالم
على هذا النحو البائس،
قلبي عاطل عن العمل،
غير صالح للنهايات السعيدة
يقرأ وجده بعناية
ولا يدخل في معارك سخيفة،
فأنا لا أتدخل في الأشياء التي لا أفهمها
ولا أفكر مستقبلا في إقامة علاقة من هذا النوع
أنه أمر بالغ الخطورة وفاسد،!
ثمة جملة موسيقية تفرك السطر الأخير لا أكثر،
عَضَضْتُ إسمك على لساني
وأغلقت عليه بنار مروعة،
لذلك كان طبيعيا جدا أن أمر على أشلاء كثيرة،
أفتح حوارا طويلا مع القبور وأصافح الموتى
والحوائط القصيرة،
دون أن تهتز شعرة واحدة لهذا العالم،
دون أن تخجل مشارط الأطباء
وهي تنخر بلا هوادة عظام الطريق إليكِ،
أنا رجل نبيل في كل الأحوال
هذا ما تقوله الدولة في العموم
داخل الإجتماعات المفتوحة،
وتحتفظ دوما بما تقدمة كبرهان على صدق نواياها
أنا أيضا أدين لها بالفضل،
أطلقت مؤخرا على أهم مطب صناعي في مفصل المدينة
إسم الراقد في تراب الوطن،!!
لذلك أردد النشيد الوطني كل صباح دون الحاجة لقرار رسمي،
أمي أيضا ممتنة وتنام الآن هادئة بعد جرعة الكيماوي
تتدلى من أكمام عينيها ملائكة خجولة
وحمائم خضراء،،
لست مهتما بكِ هذه الليلة
ولا بعد ذلك،
اعتذر لك مسبقا
الحياة قحباء عجوز فقدت جمالها على طاولة تجار الحرب
لا أشياء حقيقية بالمرة في هذا العالم
هي محض خيال،!
أنها أكاذيب العادات والتقاليد وتراث الشعب المقدس
أنا مهذب جدا على فكرة ،!!
أحاول قتل العتمة والتمثيل بها أمام جمهور عريض من العمي
أريد دفنها بمنتهى الوقاحة والازدراء
لكني لا أجد حفرة مناسبة لجثتي،
جثتي لا تجد سنتيمتر واحد يستحق الترحيب،
أشيد الشتائم من رحم وطن يشبه رئتي الذابلة
أسكن في غرفة من طين الراحلين،
على حدود مقابر محايدة
ومقابر ثائرة
ومقابر فقيرة تنشط بعد منتصف الليل،
تسمي البركة بحرا والقمامة حدائق
ولدغات العقارب قُبل ساخنة،!
حين أنام وحيدا كالعادة
أضع رأسي في مقابر أصحاب اليسار
وكلي في مقابر أصحاب اليمين،
لا توجد لدى احتمالات بأن يشكو أحدهم
أو يخرج في مظاهرة شعبية مطالبا بالقصاص العادل
ففي النهاية كل الأمور تقتات من لحم البلاد،!
لست مهتما بكِ هذا الليلة
أنا المنفرد وحدي بكل هذا القبح
أصابعي أصبحت مألوفة ودافئة
تحمل الكثير من جثث الرماد
مقابض الدكاكين منذ عقدين أو أكثر
تسهر على قصائد الضوء
والضوء لا يأتي،
ثقب واحد، واحد فقط لتحرير الهواء الطلق
من رائحة البارود لا يأتي،
أنا المبلل بالذكريات وحكايات البشر
أدير ظهري كل مساء لامرأة من جليد الرغبة
تنقر حنجرتي بلا رحمة
تُلقنني فنون القتل الرحيم
ترضع دمي شاسع الملوحة
وتعلق صوتي على حبال غسيلها كشاهد على هدنة مؤقته
بوقف إطلاق النار
هناك أحداث مؤسفة
تستدعي التعليق لكنها غير مهمة
هناك أشياء تستدعي الصراخ
لكنها غير مجدية إطلاقا
لرجل مثلي يبيع الحجارة
ولا يملك دموعا احتياطية للغد
قبل أن يأخذني النسيان
وقبل إنقطاع الكهرباء عن خلايا المخ
قبل أن يحدث الخلل المتوقع في عضلة الفك
وأتوقف عن النباح خلف لقمة العيش
أنا الجنوبي العابر على ظلي
أتوكأ مفردة عاجزة
يخلق عبارات جديرة بالفضائح والخيبات
والقتل المباشر بلا شفقة،!
لست مهتما بكِ
لكني أراقب كل خطوة
آثار عطرك من غرفة النوم
حتى وجع القلب،
بصمات أصابعك على سكاكين المطبخ
حتى آخر وريد في رقبتي،!
لست مهتما
لأني قبيلة من اللصوص
يعرفون من أين تأكل أمعاء الوطن
بعد أن ذاب لحم الكتف والرأس
في بحة نهر مفضوح
لكني أعلم أنك تطرزين كهوفا من حنان
وتحاولين تمرير موتي الأبيض
على أنه محاولة فاشلة للانتحار
وبالرغم من وجهي المعفر بقمصان المزارعين
أحمل اليك زهرة توليب واحدة
أدسها فى جيبي
كلما أشتقت لمقبرة تتفتح فى صدري
أنا الساقط من قعر هذا العالم
أحمل لقب لاجئ…