هذيانُ الظهيرة/ بقلم :مجد الرسام

ينقرُ نافذتي كُلَ صباحٍ طائرٌ حزين تُرى في أيِّ منامٍ رآهُم يَحشُونَ الوسائدَ بريشِ أسلافِه !؟

عاجزٌ اليوم كمن فقدَ صوتهُ ، ويُحاولُ جاهداً إِخبارَ والدتهُ العمياء أنهُ أبنها

الكتابةُ في النهار مؤذيةٌ ، كمن يُحدق في الشمسِ وسطَ الظهيرة ‏.

يُربِكُني الجُو الجافُ ، أنا الذي ولدتُ في يوم ٍ مُاطِر

اتفقدُ حِذائي عِند الباب كي أتاكدَ بأنني مازلتُ هنا .

أُحدقُ في الخارج كمن يُحدِقُ في بضاعةٍ باهظةِ الثمن على واجهةِ متجر . وصارَ ‏مُرورُ أحدهِم أمامَ النافذةِ مشهدٌ سينمائيٌ للمنازلِ الواقفة

كالقطارِ تماماً أُدربُ نفسي على التحديق وكأنَ إلتفاتةً واحدةً ستُحدِثُ كارثة

أمشي في البيتِ على رُؤُوسِ أصابعي بين الأغنيات خوفاً من إيقاظ ِ ذكرى قديمة ، وكأنَّ ‏الأيامَ التي ركلتُها عادت لِتنتقِم !

‏بابي الخشبي الذي تصفعهُ الريح يُفزِع الشجرة

وعمودُ الإنارة أفضلُ من أستطاعَ التحديقَ أطولَ فَترةِ مُمكنة دُونَ أن يَرمِش .

الخوف، أقدمُ سُلالةٍ حاكمةٍ إلى الآن.

لذلكَ تتعاونُ جميع المفاتيح عند الباب على إخفاء الصحيح منها كي لا تمُوتَ الباقيةُ شنقا ً

كلماتي عقيمة ، لا مُرادِفَ لها

وكُلما رأيتُ رَصيفاً شعرتُ بالألفة ِ نحوه ، كأني أملُكُ رُوحاً مُشردة .

وَكَلَّوُنٍ رَماديٍّ يَحِّنُ لأَصلِّه ، لم أَعُد أعرفُ أينَ ألتفت

للأبيض ِ أم للأسود !

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!