هيا..أخرجوا من ديارنا / بقلم:خالدعبدالوهاب

يا أنتم..
يا كلكم..
ياغيبة الحاضرين..
أيها المارون كل ساعة فوق جراحنا
أيها الجاثمون كل صباح ومساء، على صدورنا
أيها الداعسون على مشاتل أحﻻمنا..
أيها السارقون اللقمةمن أفواهنا،
والضوء من عيوننا..
أنتم أيها الزاحفون كالحيات فوق ترابنا..
واﻷكلون كالجراد زرعنا..
والخفافيش حين تمتصون دماءنا..
أيها النابتون كالفطر فوق جراحاتنا..
إنا هنا شعب يموت من التوجع واﻷنين…
ومن جوعه تقتات الضباع والثعالب،
كل يوم مرتين
ومن دموعه تشرب التماسيح
ومن عظامه تأكاون الطحين..
إني انا هنا في أرضي قبرا ومشرحة
ومزهر..حزين.
إني انا هنا في أرضي، صرت عظاما نخره…
وأحلامي صارت رمادا من السنين..
إني أنا هنا في أرضي مهان
إني هنا في أرضي سجين
وانت لي السجان ؟!
إني انا هنا في أرضي سيل من الدماء،
مابين الجرح والسكين
إني انا هنا في داري مقتول
وأنت وحدك قاتلي، ياأبن سلول؟!
******
أنتم ….
ياكلكم…
ياعصبة الفاسدين..
أيها الثقب اﻷسود المزروع فوق بابنا
وليس له مفتاح..
وبسببكم صرنا اليوم جائعين
ﻻشمس لنا ندفئنا في أرضنا
وﻻ قمر يضيء ليلنا الحزين
وكإننا نعيش لوحدنا في عالم مشحون،
بالنفاق والجنون..
عالم تطحنه المصالح، وتجارة الحشيش واﻷفيون..
عالم صار فيه العاقل كالمجنون ؟!
…………….
فما الذي أتى بكم لتأكلوا من لحمنا
ومن دماءنا تسكرون؟
ما الذي اتى بك إلى أرضنا، ياأيها المأفون؟
وفوق جراحاتنا ترقصون..
وندعون زورا بإنكم درع لنا،
وإننا معا في خندق حصين
نقاتل المجوس والصهيون ؟
……………..
فهل هذه هي الحقيقة
أم أنكم جئتم فقط كي تنهبون وتسرقون؟!
فعلى من -ياسادتي-تكذبون..
والحقائق تقلبون؟
إني أنا صرت هنا في أرضي مطحون…
أسير وراءكم كاﻷعمى
من مستنقع إلى مستنقع
ومن حضيض إلى حضيض
وليس لي من بعدكم غير السراب
أو أني محمول على جنازة يقودها كذاب.
********
ياأنتم…
يا كلكم…
يا شبعة الجائعين..
أيها الزائفون كالريال..
أيها الزاحفون كالجراد والديدان..
ومرة وكأنكم صرتم كما التمساح
فلكم مضغت لكم حزني..
ولكم بلعت لكم لساني..
وﻷجلكم ربطت على بطون أطفالي
وقاسمتكم من ماءي ومن رغيفي..
كي نواصل المسيرة،
مسيرة التحرير..
وياما مشيت معكم وأمامكم ووراءكم..
دروبي الكبيرة..
وكأنني ضرير..
فتدميني اﻷشواك..
والنار تحرق أقدامي الحقيرة..
وربطت مثل شحات في صرة،
أحلامي الكبيرة..
والناس من حولي وكأنهم نيام
وأنا في وسطهم وكأنني نخاس..
فكبرت على جرحي..
وربطت على قلبي..
ولم أكن اعلم يوما، أنني صرت أنا السجين،
وأنت لي السجان ؟!
وأنني في عيشتي مهان
ومن ثروتي محروم..
وإن يبست شفاهي شربت من دموع أطفالي
وربطت على بطونهم بأذرعي النحيلة…
وأوسعت لهم الجرح من كفي
وأحرقت لهم من شعري الظفيرة..
………………
فهيا أخرجوا يا سادتي اﻷنذال من ديارنا
هيا أخرجوا ياأيها اﻷوغاد من تاريخنا..
هيا أخرجوا كلكم من فوق رؤسنا
ومن تحت جلودنا..
هيا أخرجوا من أحلامنا واوهامنا..
ومن أفراحنا وأحزاننا..
ومن جوعنا ومن شبعنا..
ومن حرنا وبردنا..
هيا قبل ان تزلزل بكم أرضنا..
مثل يوم القيامة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!