وماذا بعد/ بقلم:منصور جبر

حزنتَ وطال حُزنك، أرِقْتَ واشتدَّ أرقُك، ضاقت بك الدنيا بما رحبت، بلغت القلوب الحناجر من خوفك وهلعك، وماذا بعد؟!.

ألم تنفرج الشِّدَّة، وتنقشع الظُّلمة، وتذهب الذكريات المؤلمة؟

مرضت ورأيت الموت بعينيك، ثم طِبْتَ وطابَ ممشاك.

زاد همك وكربك وسيطر عليك الفزع وظننت أن كل شيء قد انتهى، ثم تنَزَّلَتْ عليك شآبيب الفرج.

حرصتَ وسعيت، وفات ما ترجوه، وراح من بين يديك، وماذا بعد؟! ألم يبدلك الله خيرا منه.

منذ أن أدركتَ الدنيا والهلع يحيط بك، وخلفه فرج يحيط بكما، فلا تقلق.

اشتد الظلام واحلولك، وسيطرت العتمة بثوبها المخيف القاتم، فانبثق من هنالك نور جميل جاء يتسلل بلطف.

وماذا بعد؟!.

خرجت من وظيفتك، فجاءتك البشائر.

مرضت، فتعلمت التأمل.

جاءك كرب، فلهج لسانك بالدعاء.

وقعت في حيرة، فاكتسبت درسا.

آذاك قريب، فأصبحتَ متزنا.

فارقك حبيب، فاسترجعت وعوضك الله.

نمت عن موعد، فكان تفريجا.

سالت دمعتك، فأصبحت عيناك أكثر جمالا.

وماذا بعد؟!.

كل شيء له قَبْل، فإن وراءَه بَعْد، ولعل ذلك البَعْد يكون أجمل.

ألم تَلْحَظْ ذلك في مُجريات حياتك، أم أنك لا تشعر؟!.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!