من عمان أستهلت الروائية ( أم الغريب ) أسماء ناصر أبو عياش بسؤال عبقري له مداه وسؤالها هل بالإمكان البدء قبل الأن هذا الأستهلال خلق جمالي.. تدرك وتثمن فيه الكاتبة المبدعة أسماء ناصر ذكاء القاريء لتشاركه أفق ومدى عملها الروائي.. وتنمي لديه أدواته وإحساسه بالجمال.. والأستهلال في العمل الروائي جزء لا يتجزأ من أنجاز الفضاء الروائي لدى الراوي والقاريء.. فهو عمل فني متكامل لأن العلاقة بين أجزاء الرواية علاقة عضوية متناغمه تتماها في صياغة العمل الروائي الكلي.. حيث تتكون الرواية من أحداث أو فصول متكاملة منسجمة ترتقي بالجمال.. في سياقها ولا يكتمل الجمال إلا بتكاملها . أما سؤالها الثاني : من أين أبدأ؟ وكون الرواية ذات فضاء واسع وهي أبنة المدن الكبيرة ومن الممكن أن تمتد لعدة مدن وتتنقل من بلد لأخر تبدأ من ولادة البطل وتتكلم عن كل حياته حتى مماته.فالرواية تتشعب وتنغمس بالتفاصيل بكل دقائقها ومواقفها.. فترى الروائي وكأنه يتكلم على أحداثه هو.. وتنتهي الرواية بأي شكل من الأشكال وكون الرواية ذات مساحة واسعه الفضاء عندها يمكن تصوّر حياة الشخصية بكل مراحلها وهنا لا بد أن نلتفت لبراعة الروائية أسماء بسؤالها من أين أبدأ وأرتحلت بنا إلى سؤال أصعب ” ما الذي بين يديّ؟” وهذا النوع من الأستهلال في الرواية عبارة عن وصف الشخصية الحسيّ والنفسي، وربما لوصف المكان، وهناك نوع آخر من الأستهلالات وهو البدء بالمونولوج الداخلي أو حوار يخاطب فيه المتلقي بشكل مباشر. فكانت الروائية المبدعة أسماء ناصر أبو عياش.. مدهشة ببراعة أستهلالها بالإثاره في أبتداء عملها الروائي بتساؤلات دلت على مجمل عملها الروائي لتجذب المتلقي وتثير أهتمامه.. وربما تقع الرواية في عدة أنواع من الاستهلالات وألوانها المختلفه. بداية الحكاية تعمدت الروائية أسماء أن تمهر روايتها بعنوان بداية الحكاية.. أثارني بتساؤلات علقت بذهني لتنفض التراب والغبار عن العقل ولتبعد الحزن عن النفس مما جعلني أسافر عبر كلماتها وجعلتني أجلس على بساط حكايتها الممتدة عبر زمن قريب بعيد.. وكيف تتحول فكرتها لحكاية.. حينها أقتنصت اللحظة من زاوية الحكاية فهي تعرف طريقها لكنها تخشى الفراق الذي يأتي بغته وتخشى الندم وكأن نفسي تحدثني طريقها معتم ووعر يحتاج لقنديل في تلك المنطقة الرمادية؟ وما زالت رمادية.. لكن كان يُحاك على ضفاف الألم الإجابة عن السؤال.. ماذا يحدث لحلم تأجل؟.. سأترك لكم الإجابة