أيّتها الآلام الخارقة
المتوحّشة
أين تأخذينني؟
لم أعد أتحمّل،
تعبت وأنا وسط اللّيل
أقع في غمرة السّكون،
تتكوّر في صدري المظلم
ألف حكاية،
ظمآنة شفاهها لا ترغب
في الشّراب،
تسري فوقها برودة المساء
تتيبّس، تتشقّق، معلنة الإضراب،
كفى أحلاماََ،
أيّتها الأحلام الطّاغية،
أيّتها العميقة،
أيّتها الهوّة السّحيقة،
لاتقذفي نفسي إلى عليائك،
لا تغطّيني بألوان دخانك،
إنّه يخنقني
لاتجعليني أغفو في صحاريك
الواهيّة،
غير المحسوسة، كحركة الزّمن،
دعيني وعمقي وواقعي،
وبراءتي،
دعيني أختفي داخل نورك
كي يشّع داخل ناري،
لعنتك حائمة في فضاء
مسائي،
تلتمع فوق جسدي،
تأخذني بنظراتها الشّزراء
إلى الزّحام الّذي يبتلعني
صمته،
رمادي حفنة ،
أحملها في يدي، أبتدع
منها شعلة،
تقودني إلى السّعادة
الحمقاء اللّطيفة ،
إلى الارتعاشة المقتضبة
في داخلي،
أتلمّس جدران حيرتي
بيد خفيّة، وأصابع
عقل مسلوب،
لايصل إليه قرص
الشّمس،
لاتواسيه نواقيس
الرّوح وهي تقرع
أجراس القلب.