أخبرتُهم أنِّي شاعرٌ
فمنحوني وظيفةَ حارسٍ ليليٍّ
بقصرٍ للثقافةِ
وقالوا: الليلُ للشعراءِ.
الأمرُ الذي أزعجَ النَّسْرَ بختمِ شهادتي الجامعيَّةِ!
فحلَّقَ بعيدًا قبلَ الغروبِ
وتركني أعُدُّ النجومَ وحدي
وأكتبُ مآثرَ على ما تبقَّى من دماءِ الشمس.
. . .
الليلُ الذي أغرَقَ مُنتصفَ العُمرِ
لم يسمحْ لي بالرحيلِ،
ولم يمنحني بنتًا من بناتِهِ
لدواعٍ أَمنيَّةِ.
فبقيتُ بعيدًا عن كاميراتِ المُراقبةِ
أُلقي قصائدي على الشعراء الذين غادروا،
وأجمعُ ما تساقطَ من قصائدِهِم
حتَّى لا أتعثَّرَ بها…
. . .
أخبرتُهم أنِّي شاعرٌ
فمنحوني حَفنَةً من التصفيقِ
وقالوا: هذا راتبُك.
وأغلقوا الباب.