على عرشٍ من قلقٍ،
يُقيمُ قلبي صلاتَه الأخيرة..
يرتدي قناعًا من جليدٍ،
ويختار الصمتَ لغةً.
تتراقصُ تحتَه براكينُ ذكرياتهِ،
ويختارُ الصمتَ لغةً،
يخوضُ معاركهُ ضد نفسهِ
أخباري تنهبُ سكينتَهُ،
وأحداثي تُشعلُ في أركانهِ ألف حريق.
يلملمُ رمادهُ،
ويختار الصمتَ لغةً.
يرممُ أسوارَهُ المنهارةِ بحجارةِ الخديعة، ويحدثني أن أقف شامخًا، وأن أصنع منه تمثالاً للنصرِ الكاذب!
أعرفهُ جيدًا..
إنه قلبي،
قلبٌ ساذجٌ وواهم،
ينخدع مرات ومراات
يُلدغ من جحرهِ مرات ومراات،
يسامح الحُزنَ إنْ أغزر الدموع،
يسامح الفقدَ لمجرد رسالة من المفقود،
يعطي ذكرياته المريرة حصانةً ويطلب منها الرحيل فقط.
الرحيل مقابل السلام
يُقسمُ ألّا ينهار
وفي كلِّ قسمٍ يتساقطُ جزءٌ منه.
يتقمص دور الطاغيةِ العادل!
يجلدُ نفسهُ بسياطِ الوحدة،
ثم يبكي سرًا على أوجاعه.
أعرفهُ جيدًا..
طيبٌ وساذجٌ
يقبل القسمة على اثنين..
ثلاثة..
أربعة..
عشرة..
ناتجه مليء بالكسور،
يقبل الضرب آحادً وعشراتٍ ومئات..
احتمالاته سالبة،
جذوره متصلّبة وجامدة،
ترددات نبضه مليئة بالحشرجات،
أغنياته مليئة بالتناهيد
ذكرياته مشوارٌ طويلٌ كأنها أغنية للفنان علي عنبة
(أهييييييييييييييييي. أهيييييييييييييييييييييييي.. أهيييي…أهييييه..قلبي)
يهتزُّ على إيقاعِ خطوات فتاةٍ ذاهبة إلى البئر في الصباح،
يقاومُ تمايلها بنهداتٍ متتالية،
يرتجفُ كفتيل شمعةٍ يقاوم هواءً يريد أن يطفئه،
يخفق بقوة،
ويريد أن يُقنعُ العالمَ أنَّ ارتجافهُ رقصة وأنينه أغنية!
ينسج من الحزن قصيدةً بلا كلمات
ويظل معلقًا..
الذكريات من تحته،
وأخباري تُحيط به،
ونبضهُ يسري في دمي.
يتلو دعاءَه الأخير
ويصلّي في أغنياته.
سألتهُ مرةً:
( ايش معك يا قلب.. تتعبنا وتضنينا معك؟)
واكتشفتُ أنه يحب مراقبة الوجدان والكبرياء
حيث يتعانقان في أبدية الصراع.