لآلئ بيضاء تتساقط من السّماء، تنشد الحاناً سماويّة، تتراقص على نوافذنا وتهمس في آذاننا لحن الأمل، مستقرة على أرضٍ عطشة لارتداء ثوب النّقاء والصّفاء.
ها هو الزّائر الجليل يرسو في ديارنا، حائكاً بساطاً ابيضَ يُبهر الأعين ويُبهج الأفئدة…
شوارعٌ ساكنة يتسلل هدوءها الى أذهاننا وكأنه يدعونا الى دحض ضجيج الافكار والتّوتر وكلّ ما يعكر سلامنا الداخلي لبرهة من الزّمن والتّمتع بضيافته ضيفاً عزيزاً..
حلّلت ضيفاً هادئاً حاملاً في جعبتك بشائر جمة باعثاً الفرح والامل في قلوب الاطفال والشّباب والكهول.
الاطفال يمرحون في احضانك، الشباب يتسامرون، يقهقهون، يخططون، والكهول يستبشرون خيرا في موسم وفصل قادم لا محالة؛ ويهمهمون فيما بينهم أنّ لا ضير من بعض البرد والصّقيع ان كان الشّتاء باباً لفصولٍ خيّرة ومليئة بالبركة.
أمّا أنا أتأملك من نافذتي ويعلو وجهي بسمة عريضة وكأن حنين الطفولة دغدغ مشاعري وسكن افكاري لأتطلع الى ما قد يحمله خير هذه الايام لمستقبلٍ قادم.
ما أروع ان نحوُل عقولنا وقلوبنا الى حقول بيضاء نقيةٍ مزدانة بالإيمان والمحبة، تنشر النّور والبهجة والهدوء والسلام في نفوسنا.
والأهم ألّا نتوانى أن نكون نحن ذلك الزّائر الذي يحمل في أفكاره ومشاعره كلّ ما يبعث ذلك الفرح والرّاحة والأمل والإيمان في نفوس وعقول ابنائنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا بغدٍ افضل مليء بالنّضوج والوعي والصُبر والقوّة.